في خرج عمه من الطعام، فلما جاع قال: يا عم أطعمني مما في خرجك، فقال له هذه المقالة.
باب الحاجة تطلب فيحول دونها حائل.
قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا قولهم: سد أبن بيض الطريق.
قال: يضرب للرجل يريد الأمر فيعرض دونه عارض قال الأصمعي: وأصله إنَّ رجلاً كان في الزمن الأول يقال له أبن بيض، عقر ناقة على ثنية فسد بها الطريق، فمنع الناس من سلوكها. وقال أبو عبيدة نحو قول الأصمعي. وأما المفضل فكان أحسنهم للحديث اقتصاصاً، قال: كان أبن بيض رجلاً من عاد، وكان تاجر مكثراً، وكان لقمان لن عاد يخفره في تجارته، ويجيزه على خرج يعطيه أبن بيض، يضعه له على ثنية، إلى إنَّ يأتي لقمان فيأخذه، فإذا أبصره لقمان وقد فعل ذلك قال: " سد أبن بيض الطريق " يقول: إنّه لم يجعل لي سبيلا على أهله وماله حين وفى لي بالعجل الذي سماه لي. فقال: ففيه يقو عمرو بن الأسود الطهوى:
سددنا كما سد أبن بيض سبيلها ... فلم يجدوا عند الثنية مطلعا
ومن أمثالهم في الحاجة يعوق دونها عائق قولهم: اخلف رويعا منظنه.
قال: وأصله إنَّ راعيا اعتاد مكانا يرعاه فجاء يوماً حال عن عهده، وفسد وتغير، قال الأصمعي: كلاماً هذا معناه. ومثله قولهم: قد علقت دلوك دلو أخرى.
أي قد دخل أمرك داخل، وأصل الرجل يدلي دلوه للاستقاء، فيرسل آخر دلوه أيضاً، فتعلق بالأولى حتى تمنع صاحبها أنَّ يستقي فيقول: قد عرض في