تحدث نفسك بأنك لا تظفر، فإنَّ ذلك يثبطك عن السمو إلى النعالي الأمور، ولكن حدث نفسك بالظفر لتشيعك نفسك على ماتريد، ومنه قول لبيد بن ربيعة:
ز اكذب النفس إذا حدثتها ... إنَّ صدق النفس يزري بالأمل
وكان بعض علمائنا من أهل العربية يحدث عن بشار المرعث أنه سئل: أي بيت قالت العرب اشعر؟ فقال: إنَّ تفضيل بيت واحد على الشعر كله لشديد، ولكن أحسن لبيد، ثم ذكر بيته هذا قال: ومثله قول الآخر:
إذا هم ألقى بين عينيه عزمه ... ونكب عن ذكر العواقب جانباً
سأغسل عني العار بالسيف جليباً ... على قضاء الله ما كان جالباً
وقال الثالث:
أمض الهموم ورام الليل عن عرضٍ ... بذي سبيبٍ يقاسي ليله خببا
حتى تمول مالاً أو يقال فتىٍ ... لاقى التي تشعب الفتيان فانشعبا
باب الرجل يكون ذا عز ثم يحور عنه.
قال الأصمعي: من أمثالهم في هذا: