وحدث إبن المعتز أن بعض جواريهم حدثه أن عريباً، كانت تتعشق صالحاً المندري، الخادم وتزوجته سراً، فوجه به المتوكل في حاجة إلى مكان بعيد، قالت فيه شعراً وصاغت فيه لحناً في خفيف الثقيل وهو:
أما الحبيب فقد مضى ... بالرغم مني لا الرضا
أخطأت في تركي لمن ... لم ألق منه عوضا
لبعده عن ناظري ... صرت بعيشي عرضا
ق53 وغنته يوماً بين يدي المتوكل فاستعاده مراراً، وجواريه يتغامزن ويضحكن، ففطنت وأصغت إليهن سراً من المتوكل، وقالت: يا سحاقات هذا خير من عملكن! قال وحدثنا عن بعض جواري المتوكل، أنها دخلت يوماً إلى عريب فقالت لها: تعالي ويحك قبلي هذا الموضع مني، فإنك ستجدين ريح الجنة فيه! وأومأت إلى سالفتها، قالت ففعلت وقلت لها: ما السبب في هذا؟! قالت: قبلني الساعة صالح المنذري في هذا الموضع!.
حدثني هاشم بن محمد الخزاعي قال حدثني ميمون بن هارون قال: كتبت عريب إلى محمد بن حامد - الذي أنت تحبه - تستزيره فكتب لها: إني أخاف على نفسي من المأمون، فقالت:
إذا كنت تحذر ما تحذر ... وتعلم أنك لا تجسر
فما لي أقيم على صبوتي ... ويوم إخائك لا يقدر؟