نام کتاب : أشعار الشعراء الستة الجاهليين نویسنده : الأعلم الشنتمري جلد : 1 صفحه : 75
جماد بها البسباس نرهض مغزها ... بنات اللبون والسلاقمة الحمرا
فما ذنبنا في أن أداءت خصاكم ... وأن كنتم في قومكم معشرا أدرا
إذا جلسوا خيلت تحت ثيابهم ... خرانق توفى بالضغيب لها نذرا
أبا كرب أبلغ لديك رسالتي ... أبا جابر عني ولا تدعن عمرا
هم سودوا رهواً تزود في استه ... من الماء خال الطير واردة عمرا
- 14 - وقال طرفة أيضاً لعمر بن هند يلوم أصحابه في خذلانهم:
أسلمى قومي ولم يغضبوا ... لسوءة حلت بهم فادحه
كل خليل كنت خاللته ... لا ترك الله له واضحه
كلهم اروغ من ثعلب ... ما أشبه الليلة بالبارحه
- 15 - وقال طرفة أيضاً:
أعرف رسم الدار قفراً منازله ... كجفن اليماني زخرف الوشي ماثله
بتثليث أو نجران أو حيث تلتقي ... من النجد في قيعان جاش مسابله
ديار لسلمى إذ تصيدك بالمنى ... وإذ حبل سلمى منك دان تواصله
وإذ هي مثل الرئم صيد غزالها ... لها نظر ساج إليك تواغله
غنينا وما نخشى التفرق حقبة ... كلانا غرير ناعم العيش باجله
ليالي أقتاد الصبا ويقودني ... يجول بنا ريعانه ونجاوله
سمالك من سلمى خيال ودونها ... سواد كثيب عرضه فأمايله
فذو النير فالأعلام من جانب الحمى ... وقف كظهر الترس تجرى أساجله
وأنى اهتدت سلمى وسائل بيننا ... بشاشة حب باشر القلب داخله
وكم دون سلمى من عدو وبلدة ... يجار بها الهادي الخفيف ذلاذله
يظل بها غير الفلاة كأنه ... رقيب يخافى شخصه ويضائله
وما خلت سلمى قبلها ذات رجلة ... إذا قسوري الليل جيبت سرابله
وقد ذهبت سلمى بعقلك كله ... فهل غير صيد أحرزته حبائله
كما أحرزت أسماء قلب مرقش ... بحب كلمع البرق لاحت مخايله
وأنكح أسماء المراذي يبتغي ... بذلك عوف أن تصاب مقاتله
فلما رأى أن لا قرار يقره ... وأن هوى أسماء لابد قاتله
ترحل من أرض العراق مرقش ... على طرب تهوى سراعا رواحله
إلى السرو أرض ساقه نحوها الهوى ... ولم يدر أن الموت بالسرو عائله
فغودر بالفردين: أرض نطية ... مسيرة شهر دائب لا يواكله
فيا لك من ذي حاجة حيل دونها ... وما كل ما يهوى امرؤ هو نائله
لعمري لموت لا عقوبة بعده ... لذي البث أشقى من هوى لا يزايله
فوجدي بسلمى مثل وجد مرقش ... بأسماء إذ لا تستفيق عواذله
قضى نحبه وجداً عليها مرقش ... وعلقت من سلمى خيالاً أماطله
- 16 - وقال طرفة أيضاً:
إني من القوم الذين إذا ... أزم الشتاء ودوخلت حجره
يوماً ودونيت البيوت له ... فثنى قبيل ربيعهم قرره
رفعوا المنيح وكان رزقهم ... في المنقيات يقيمه يسره
شرطاً قويماً ليس يحبسه ... لما تتابع وجهة عسره
تلقى الجفان بكل صادقة ... ثمت تردد بينهم حيره
وترى الجفان لدى مجالسنا ... متحيرات بينهم سؤره
فكأنها عقرى لدى قلب ... يصفر من أغرابها صقره
إنا لنعلم أن سيدركنا ... غيث يصيب سوامنا مطره
وإذا المغيرة للهياج غدت ... بسعار موت ظاهر ذعره
ولو وأعطونا الذي سئلوا ... من بعد موت ساقط أزره
إنا لنكسوهم وإن كرهوا ... ضرباً يطير خلاله شرره
والمجد ننميه ونتلده ... والحمد في الأكفاء ندخره
نعفو كما تعفو الجياد على ال ... علات والمخذول لا ندره
إن غاب عنه الأقربون ولم ... يصبح بريق مائه شجره
إن التبالي في الحياة ولا ... يغنى نوائب ماجد عذره
كل امرئ فيما ألم به ... يوماً يبين من الغنى فقره
- 17 - وقال طرفة أيضاً:
إنا إذا ما الغيم أمسى كأنه ... سما حبق ثرب وهي حمراء حرجف
وجاءت بصراد كأن صقيعه ... خلال البيوت والمنازل كرسف
وجاء قريع الشول يرقص قبلها ... من الدفء والراعي لها متحرف
ترد العشار المنقيات شظيها ... إلى الحي حتى يمرح المتصيف
تبيت إماء الحي تطهى قدورنا ... ويأوي إلينا الأشعث المتجرف
نام کتاب : أشعار الشعراء الستة الجاهليين نویسنده : الأعلم الشنتمري جلد : 1 صفحه : 75