نام کتاب : أشعار الشعراء الستة الجاهليين نویسنده : الأعلم الشنتمري جلد : 1 صفحه : 74
وأهنت إذ قدموا التلاد لهم ... وكذاك يفعل مبتنى النعم
فسقى بلادك ... غير مفسدها
صوب الغمام وديمة تهمى
- 8 - وقال طرفة يهجو عبد عمرو بن بشر وكان وقع بينهما شر:
يا عجباً من عبد عمرو وبغيه ... لقد رام ظلمي عبد عمر فانعما
ولا خير فيه غير أن له غنى ... وأن له كشحا إذا قام أهضما
يظل نساء الحي يعكفن حوله ... يقلن عسيب من سرارة ملهما
له شربتان بالنهار وأربع ... من الليل حتى آض سخداً مورما
ويشرب حتى يغمر المحض قلبه ... وإن أعطه أترك لقلبي مجثما
كان السلاح فوق شعبة بانة ... ترى نفخاً ورد الأسرة أسحما
- 9 - وقال طرفة أيضاً يهجو عمرو بن هند وأخاه قابوس بن هند:
فليت لنا مكان الملك عمرو ... رغوثاً حول قبتنا تخور
من الزمرات أسبل قادماها ... وضرتها مركنة درور
يشاركنا لها رخلان فيها ... وتعلوها الكباش فما تنور
لعمرك إن قابوس بن هند ... ليخلط ملكه نوك كثير
قسمت الدهر في زمن رخي ... كذاك الحكم يقصد أو يجور
لنا يوم وللكروان يوم ... تطاردهن البائسات ولا نطير
فأما يومهن فيوم نحس ... تطاردهن بالحدب الصقور
وأما يومنا فنظل ركباً ... وقوفاً ما نحل وما نسير
- 10 - وقال يعتذر إلى عمر بن هند حين بلغه أنه هجاه فتوعده:
إني وجدك ما هجوتك وال ... أنصاب يسفح بينهن دم
ولقد هممت بذاك إذ حبست ... وأمر دون عبيدة الوذم
أخشى عقابك إن قدرت ولم ... أغدر فيؤثر بيننا الكلم
- 11 - قال طرفة في حق لأمه ظلمته:
ما تنظرون بحق وردة فيكم ... صغر البنون ورهط وردة غيب
قد يبعث الأمر العظيم صغيره ... حتى تظل له الدماء تصبب
والظلم فرق حيي وائل ... بكر تساقيها المنايا تغلب
قد يورد الظلم المبين آجناً ... ملحاً يخالط بالذعاف ويقشب
وقراف من لا يستفيق دعارة ... يعدى كما يعدى الصحيح الأجرب
والإثم داء ليس يرجى برؤه ... والبر برء ليس فيه معطب
والصدق يألفه الكريم المرتجى ... والكذب يألفه الدنيء الأخيب
ولقد بدا لي أنه سيغولني ... ما غال عاداً والقرون فأشعبوا
أدوا الحقوق نفر لكم أعراضكم ... إن الكريم إذا يحرب يغضب
- 12 - وقال يذكر يوم قضة:
سائلوا عنا الذي يعرفنا ... بقوانا يوم تخلاق اللمم
يوم تبدى البيض عن أسؤقها ... وتلف الخيل أعراج النعم
أجدر الناس برأس صلدم ... حازم الأمر شجاع في الوغم
كامل يحمل آلاء الفتى ... نبه سيد سادات خضم
خير حي من معد علموا ... لكفي والجار وابن عم
يجبر المحروب فينا ماله ... ببناء وسوام وخدم
نقل للشحم في مشتاتنا ... عقر للنيب طراد القرم
نزع الجاهل في مجلسنا ... فنرى المجلس فينا كالحرم
وتفرعنا من ابني وائل ... هامة العز وخرطوم الكرم
من بني بكر إذا ما نسبوا ... وبني تغلب ضرابي البهم
حين يحمى الناس نحمي سربنا ... واضحي الأوجه معروفي الكرم
بحسامات تراها رسباً ... في الضريبات مترات العصم
وفحول هيكلات وقح ... أعوجيات على الثأو أزم
وقناً جرد وخيل ضمر ... شرب من طول تغلاك اللجم
أدت الصنعة في أمتنها ... فهي من تحت مشيحات الحزم
تتقي الأرض برح وقح ... ورق يقعرن أنباك الأكم
وتفرى اللحم من تغدائها ... والتغالي فهي قب كالعجم
خلج الشد ملحات إذا ... شالت الأيدي عليها بالجذم
قدما تنضو إلى الداعي إذا ... خلل الداعي بدعوى ثم عم
بشباب وكهول نهد ... كليوث بين عريس الأجم
نمسك الخيل على مكروهها ... حين لا يمسك إلا ذو كرم
نذر الأبطال صرعى بينها ... تعكف العقبان فيها والرخم
- 13 - وقال طرفة أيضاً يهجو بني المنذر بن عمرو:
من الشر والتبريح أولاد معشر ... كثير ولا يعطون في حادث بكرا
هم حرمل أعيا على كل آكل ... مبير ولو أمسى سوامهم دثرا
نام کتاب : أشعار الشعراء الستة الجاهليين نویسنده : الأعلم الشنتمري جلد : 1 صفحه : 74