الباب 19
بابُ ضَعْفِ العَقلِ والرَّأيِ الأحمق
الأصمعيُّ: الهِلْبَاجةُ[1]: الأحمقُ المَائقُ، والمَسْلُوس[2]: الذاهبُ العقل. أبو زيدٍ: والمَأفوك والمأفونُ جميعاً: الذي لا زَوْرَ[3] له ولا صَيُّور، أيْ: رأيٌ يُرجع إليه. الأصمعيُّ: الوَغْب: الضعيف، ومثلُه: الوَغْد، وأنشدنا4:
66-
ولا ببِرشَاعِ الوخامِ وَغْبِ ... والبِرشَاعُ: الأهوجُ المُنتفخ
قال: والغُسُّ: الضعيفُ اللئيم. أبوزيدٍ [5] مثلَه وأنشدنا لزهير بنِ مسعودٍ6: [1] سُئل بعضُ العرب عن الهِلْبَاجة فتَردد في صدره من خُبثِ الهلباجة ما لم يستطعْ أن يُخرجه، فقال: الهِلْباجة: الأحمق المائق، القليلِ العقلِ الخبيث، الذي لا خير فيه ولا عمل عنه وبَلى، سيعملُ وعمله ضعيف، وضرَسه أشدُّ من عمله، ولا يُحاضَرُ به القوم. وبَلَى: سيحضر ولا يتكلََّم. قال الأصمعي: فلما رآني لم أقنع قال: احمل عليه ما شئتَ من الخبث. المخصص 3/44. [2] ما اختلفت ألفاظه للأصمعي ورقة 3، وفيه: ولا يقال مسلوس إلا مع العقل. [3] قال عليُّ بن حمزة البصري: الزَّور: الصدر، ولكل أحمق وعاقل زور، وإنما قال أبو زيدٍ: الذي لا زَبْرَ له، أي: ليس له عقل يرجعُ إليه، ولا ما يعتمد عليه، والأصلُ في هذا زَبْر البئر، وهو طيُّها بالحجارة. التنبيهات ص 195، واللسان: زبر.
4 الرجز لرؤبة في ديوان ص 16. [5] النوادر ص 70.
6زهير بن مسعود الضَّبي، أحد الشعراء المُقلّين، ذكره أبو تمام في الوحشيات ص 87. والبيت في النوادر ص 70، والتهذيب 16/ 44، والمجمل 3/ 682. وشرح الحماسة 2/ 40.