فالرَّشحً: العَرَقُ، والمُرْتدعُ: المُتلَطِّخُ به، أُخِذ من الرَّدْع.
وقال أبو عبيدة: المِذْرَى: طرفُ الألْية، والرَّانِفة: ناحيتها، وقال عنترةُ 1:
8-
أحولي تنفضُ استكَ مِذْرَويها ... لتقتلني فها أنا ذا عُمارا
وقال أبو عبيدٍ: وُيقال: المِذْروان: أطْرافُ الأليتين، وليس لهما واحدٌ، وهذا أجودُ القولين؛ لأنَّه لو كانَ لهما واحدٌ فقيل: مِذرىً لقيل في التثنية: مِذْريان، بالياء، وما كانت بالواو في التثنية.
وقال أبو عبيدة: السَّحْرُ، خفيفٌ: ما لصِقَ بالحلقوم وبالمرئ من أعلى البطن، وقال الفرَّاء: هو السَّحْرُ والسَّحَرُ والسُّحر[2]، وقال أبو عبيدةَ: القُصْب: ما كانَ أسفلَ من ذلك، وهو الأمعاء، والقِتْب: ما تحوَّى من البطن. يعني: استدار، مثلُ الحوايا، وجمعُه: أقتاب. وقال أبو عمرو[3]: القُصْب المِعى، وجمعُه: أقصاب، والأعْصَال: الأمعاء، واحدُها: عَصَلٌ، وقال:
1 البيت في ديوانه ص 43.
وفي النسخة التركية ونسخة الظاهرية: حاشية: المقروء على أبي بكر ابن السراج عن أبي عمر الزاهد قال: أخبرنا ثعلبٌ عن ابن الأعرابيَّ قال: العربُ تقولُ: هي الألْية، وإذا ثنَّت قال: الأليان، وإذا جمعت قالت: الأليات. قال: ومنه قوله:
ترتجُ ألياهُ ارتجاجَ الوطب
وفي أخرى: ويقال: هما الليتان. تمت. [2] حاشية من الظاهرية: قال أبو السَّمحِ وأصحابه: السَّحْر: نياطُ القلب، وهي معلقة عِرق غليظ تدخلُ فيه الإصبع، منه يصلُ الروح إلى القلب، فإنْ عنت السَّحر أدنى عَنتٍ طغى صاحبه، وحديثُ عائشة رضي الله عنها يدلُّ على صحة قول الأعرابي: قُبِضَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم بين سَحْري ونَحْري. تريد: بين صدري ونحري، ومنه قولُ العرب للرجل إذا خامَ عن الشيء: انتفخَ سَحْرُكَ. يعنون به القلب أنه وجِلَ وجَبُنَ وانتفخ حتى سدَّ مجرى النفس، وسائرُ الرُّواةِ يقولون: السَّحْر: الرئة نفسُها، ولعل لهم في ذلك مذهباً. تمَّت. [3] الجيم 3/ 7، وفي المحمودية: أبو عمروٍ قال: الأقصاب: الأمعاء، واحدها: قُصب.