الفصل الثاني
أفعال اختلف في موتها
يلحق بتلك الأفعال المماتة التي أوردناها في الفصل الأول من هذا الباب أفعال ذكر بعض العلماء أنّها أميتت، وذكرها آخرون في مؤلفاتهم من غير نصّ على إماتتها وتركها فكأنّها عندهم من المستعمل في الكلام. وليس لدينا ما نقطع به في إماتة كثير من هذه الأفعال أو بقائها في الاستعمال اللّغوي، ومن هذه الأفعال:
1 ـ أَبَوَ وأَمَمَ:
ذكر الهروي في "إسفار الفصيح"[1] أن العرب تركت الفعل من الأبِ والأمّ بعد أن أميت فعلاهما. ولكن جاء في "لسان العرب"[2]: "أَبَوْتَ وأَبَيتَ: صرتَ أباً ... وأبوتُ الرجلَ أَأْبوه، إذا كنت له أبا، ويقال: ماله أب يأبوه، أي يغذوه ويُربّيه".
ويقال: "أمّت أمومة، أي صارت أُمّاً"[3] و"لقد أمِمْتِ أمومةً؛ أي: صرتِ أمّاً"[4].
وقد يكون هذا تقديراً للفعل الممات، وقد يكون إحياء له، وقد تكون الإماتة في بيئة دون غيرها. [1] ص 158. [2] اللسان (أبو) 14/8. [3] القاموس (أمم) 1391. [4] الأفعال للسرقسطي 1/82.