responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سر صناعة الإعراب نویسنده : ابن جني    جلد : 1  صفحه : 28
فأما الحرف فالقول فيه وفيما كان من لفظه: أن "ح ر ف" أينما وقعت في الكلام يراد به حد الشيء وحدته، من ذلك حرف الشيء إنما هو حده وناحيته، وطعام حريف: يراد حدته، ورجل محارف، أي محدود عن الكسب والخير، ويقال أيضا فيه: مجازف1 بالجيم، ومثله مجرف، ومجلف[2]، كأن الخير قد جرف عنه وجلف[3]، كما يجلف القلم ونحوه، وقولهم: "انحرف فلان عني": من هذا أيضا، كأنه جعل بيني وبينه حدا بالبعد والانعدال[4].
وقال أبو عبيدة في قوله عز اسمه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} [الحج: 11] [5] أي لا يدوم، تقول: إنما أنت على حرف، أي لا أثق بك، وهذا راجع إلى ما قدمناه، لأن تأويله أنه قلق في دينه، على غير ثبات ولا طمأنينة ولا استحكام بصيرة[6]، فكأنه معتمد علي حرف دينه، غير واسط فيه، كالذي هو على حرف الجبل ونحوه.
وقال أحمد بن يحيي: أي على شك، وهذا هو المعنى الأول، ومن هنا سميت حروف المعجم حروفا، وذلك أن الحرف حد منقطع الصوت وغايته وطرفه، كحرف الجبل ونحوه.

1: مجارف: ذهب بالشيء أو ابتعد به. لسان العرب "1/ 601". مادة "ج. ر. ف".
[2] مجلف: جلفه أي قشره وكشطه وقلعه واستأصله. لسان "1/ 660". مادة" ج. ل. ف".
[3] جرف عنه وجلف: بينهما جناس ناقص يؤثر في السمع ويعطي جرسا موسيقيا يؤثر على تحسين الفكرة ويوضحها.
[4] الانعدال: التنحي والانصراف عن الشيء. لسان العرب "4/ 2840". مادة "عدل".
[5] {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ} أي على شك.
والمقصود أنه لا يداوم على عبادته لله لعدم ثقته أو شكه، وتأويله أنه قلق على دينه واستخدام الحرف هنا كشاهد يدل على استخدام الجزء ويقصد به الكل ذلك أن الحرف في كل شيء طرفه وجانبه وفلان على حرف أي على ناحية وجانب من رأيه إذا رأى شيئا لا يعجبه عدل عنه. لسان العرب"2/ 837" مادة. "ح. ر. ف".
والشاهد فيه: كلمة حرف.
إعراب الشاهد: حرف: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة الجر الكسرة.
[6] بصيرة: قوة الإدراك والفطنة والعلم والخبرة والحجة، وجمعها بصائر. لسان العرب "1/ 291".
نام کتاب : سر صناعة الإعراب نویسنده : ابن جني    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست