responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 416
فنرانا نغني لأنفسنا جمل الكتاب الذي نقرؤه, وعندما نكتب، نرى قلمنا يتبع الإشارات التي يمليها على الصوت الداخلي, فيمكننا أن نقول بأنه في أثناء النشاط اللغوي لدى الشخص المتحضر العادي، تشترك صورة اللغة جميعها في العمل.
اللغة الكتابية إذن ذات أهمية عظيمة في سيكولوجية اللغة، فما دمنا نعلم القراءة والكتابة للأطفال، يجب ألا نسقط من حسابنا حقوق اللغة الكتابية وإن تعارضت أحيانا مع حقوق اللغة الكلامية، ولكن هذه الحقيقة لا تستبعد إمكان إصلاح الرسم. إذ من الطبيعي أن نعمل على تضييق الشقة بين اللغة الكتابية واللغة الكلامية. ولكن لا ينبغي لنا أن ننسى أن الحصول على تعادل تام بين اللغتين أمر مستحيل؛ وإذا كانت الكلمة توجد في الصورة الكتابية وفي الصورة الكلامية على السواء، فلعله ليس من الشر أن يوجد في الرسم بعض وجوه من الشذوذ والنفور والعيوب, فبذلك تحفر صورة الكلمات في الذاكرة بطابع أعمق, وإن غرابة اللباس تعبر بشكل أوضح عن الفكرة التي ترتديه.
يقول فولتير: "الكتابة صورة الصوت، فكلما قربت منه في سيماها، كانت خيرا" وهذا القول لا يصدق إلا من الناحية النظرية، ولا يمكن أن يتخذ مبدأ وطريقة إلا عندما يحتاج الأمر إلى وضع كتابة للغة جديدة، أما في لغة كاللغة الفرنسية، فإننا نحد من نطاق الكتابة دون مبرر، إذا أردنا أن نجعل منها صورة للكلام نعم أغلب الظن أن اللغة المكتوبة قد ولدت من اتفاق قام بين بضعة أفراد, ولكن هذا الاتفاق قد امتد حتى شمل المجتمع بأسره وفرض نفسه عليه بقوة صارمة, وليس العقل هو الذي ينظم حياتنا الاجتماعية، بل العادة, وحجج الفلسفة كلها عبث في عبث أمام قدرة العادة. فعندما أريد الاستفادة في العمل من نور النهار أطول مدة ممكنة، كان المعقول أن تغير مواعيد العمل، لا أن تغير الساعة، ومع ذلك فإن الساعة هي التي غيرت، لأننا لم نقبل أن نتناول طعام الغذاء في الساعة الحادية عشرة إلا إذا أطلق على هذه الساعة اسم الظهر, فنحن عبيد العادات الاجتماعية إلى هذا الحد والرسم هو إحدى هذه العادات بالنسبة لكل شخص متحضر, فلا يمكن إصلاحه إلا بأشد الحذر وباستيحاء العادة نفسها.

نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 416
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست