responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 415
wulfila أن يسجل لغة القوطيين اجتهد في أن يوجد لكل صوت من أصوات اللغة صورة كتابية مناسبة. وبهذا المعنى يصح لنا أن نقول إن الكتابة قد اقتفت أثر النطق, ويسير الحال على هذا المنوال في أيامنا عندما يعمد أحد الجوابين إلى تسجيل لغة من لغات البدائيين لم تكن قد كتب من قبل, طبعا لا يدرك الأمي من الكلمة إلا صورتها السمعية، ولكن عندما تنتشر الكتابة ويفرض تعلم القراءة على جميع أبناء القطر تزداد أهمية الكلمة المكتوبة شيئا فشيئا.
واليوم لا نستطيع أن نتصور اللغة دون صورتها الكتابية. ولا تظهر الكلمات أمام أذهاننا إلا في الثوب الذي يخلعه عليها الرسم. فيمكننا أن نقول هنا إن العضو قد خلق الوظيفة، وأية وظيفة؟ وظيفة بلغت من الطغيان حدا جعل اللغة المكتوبة تفوق اللغة الكلامية وضوحا عند بعض الناس، وهم أولئك الذين نطلق عليهم اسم البصريين, فنسمع بطلا من أبطال دي موسيه يقول بأنه لا يستطيع أن يفهم بوضوح إلا ما كان مكتوبا بالخط المستدير المجسم, هذه الفكاهة المسلية يمكن أن تنطبق على كثير من الناس, فهذا مثلا لا يفهم صفحة يسمعها ولا يحسن فهمها إلا إذا قرأها, وذلك لا يستفيد من درس يلقى عليه إلا إذا هُيِّئ له بعد ذلك أن يرى فحواه مطبوعا أمام عينيه. إن هذه حالة قصوى تلفت النظر بندرتها, ولكن إذا راقب كل منا نفسه بعض الشيء، تحقق من قربه منها إن قليلا وإن كثيرا.
عندما نسمع حديثا ما نلاحظ في أغلب الأحيان أن الكلمات تقرع في نفس اللحظة جهازنا البصري بقدر ما تقرع جهازنا السمعي، بمعنى أن الأثر الواقع على المراكز السمعية ينتقل بدوره إلى المراكز البصرية, وحينئذ نبصر الكلمات التي تسمعها أذننا, بل نحن أيضا عندما نتكلم نرى الكلمات التي نلفظها، فتمر أمام عقلنا كأنها مسطورة في كتاب مفتوح, والصورة التي تتخذها على شفتينا محددة غالبا بالمنظر الذي تظهر فيه أمام عقولنا. لذلك كان من خير الوسائل لتجنب أخطاء النطق أن نرجع إلى صورة الكلمة البصرية التي تصحب دائما صورتها السمعية في ذهننا, وكذلك صورة الكلمة البصرية يصحبها عند القراءة إحساس سمعي،

نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست