نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 391
هذا بعض صور مقاطعة الإبينال Epinal؛ ويمكننا أن نأخذ عن هذا النوع من الكتابة فكرة خيرا من كل ما تقدم إذا تصورنا حادثة يومية نراها تعرض في السينما بدلا من أن نقرأها في صحيفة.
من هذا كله نشأت الكتابة التصويرية ideographique، وهي أول كتابة نعرفها وإليها ترجع جميع نظم الكتابة المستعملة بين بني الإنسان, وتنحصر في تمثيل كل فكرة أو كل شيء بعلامة مساوية, ويمكننا أن نكون فكرة عما كانت عليه في بدايتها بفضل ثلاث كتابات نعرفها الآن معرفة تامة، وهي الكتابة الصينية والكتابة المسمارية والكتابة الهيروغليفية, ولكن ينبغي لنا أن ننبه إلى أن هذه الكتابات الثلاث جميعها لم تبق تصويرية محضة، وأن تصوير الفكرة أو الشيء لا يلعب في أقدم ما نعرفه فيها إلا دورا محصورا، ذلك بأن التصوير فيه وجوه كثيرة من القصور ويترك للعقل مجالا شاسعا للتكميل.
ولو فرضنا أن جميع الأفكار في لغة ما قد زودت اليوم بعلامات متساوية متميزة وهو ما لا يمكن تحقيقه عمليا فإن هذا النظام المعقد يصبح قاصرا في الغد، لأنه يتعذر عليه أن يصور جميع ألوان الفكر الدقيقة التي لا تحدد وأن يتبع تطورها الدائم, فالكتابة التصويرية عندما تستقر وتثبت نهائيا تصير ثوبا جامدا يسجن الفكر بين جوانبه، فلا يتوانى الفكر عن تحطيم العقبة وجعل حطامها غير صالحة للاستعمال. مثل هذه الكتابة لا تصلح على أحسن الحالات إلا لعلم من علوم الباطنية قد حدد على صورة لا يراد له التحول عنها قيد أنملة؛ لهذه الكتابة أن تكون نوعا من الرموز الجبرية لأعمال المعامل, ولكنها لا تستطيع بأية حال أن تكون أداة لتبسيط المعرفة وتعميمها ولا للتربية الشعبية ولا للتقدم الاجتماعي, والكتابة الصينية أو الهيروغليفية من خير الأمثلة على ما نقول, فنحن نعرف مقدار ما يوجه إليهما من نقد على الرغم مما تناولهما من إصلاح.
لعل المزية الوحيدة التي تستطيع الكتابة التصويرية أن تفخر بها، هي أن قراءتها في متناول أناس يتكلمون لغات مختلفة. فقانون الإشارات الملاحية يقرؤه جميع الملاحين بطريقة واحدة وإن فهموه بلغات مختلفة. والكتابة
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 391