responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 375
الثانية أمامهم أدوات الحضارة من حلي وأسلحة وآنية وآلات متنوعة في أشكالها ومواد صنعها، وبالاختصار كل ما بقي من عدد ما قبل التاريخ وعتاده؛ أما اللغويون فيشتغلون بمقارنة الأصوات والكلمات, والطوائف الثلاث جميعا يعنون بجمع الأشياء التي يشتغلون فيها جمعا منهجيا. وترتب كل طائفة أشياءها في سلاسل تحاول إن استطاعت أن تقيم بينها روابط تاريخية أو نسبية. ولكنهم لم يصلوا حتى الآن إلى شيء يذكر في التنسيق بين سلاسلهم وسلاسل أصحابهم. فليس هناك مقياس مشترك.
يقدم لنا النحو المقارن نظاما تصنف فيه اللغات في أسرات تبعا لخصائصها, فبمقارنة الأصوات والصيغ تتجلى ضروب التجديد الخاصة بكل لغة في مقابلة البقايا الباقية من حالة قديمة. وقد نجح اللغويون في أن يحددوا ما قبل تاريخ اللغات الهندية الأوربية، ولكنهم لم يصلوا إلى معرفة من كانوا يتكلمونها, ولم يستطيعوا أن يحددوا أسلاف الإغريق أو الجرمان أو اللاتينيين أو الكلتيين, وإنما يعرفون فقط التغيرات التي مرت بها الجرمانية والإغريقية واللاتينية والكلتية حتى وصلت إلى الحالة التي تكشف عنها النصوص. أما الأسماء التي أطلقوها على اللغات التي أعادوا بناءها فتحكمية، قد اتفقوا عليها مجرد اتفاق, فكلمة "الهندية الأوربية" إذا خرجت من الاستعمال اللغوي لم يبق لها أي معنى، ومثلها الكلمات "إيطالية مشتركة" و"كلتية مشتركة" "وجرمانية مشتركة". فهذه الكلمات إنما تمثل دلالات لغوية، ولا معنى لها إلا في ذهن العالم اللغوي.
كذلك المصطلحات التي يستعملها علماء الآثار لا يصح لها أن تخرج من ميدان علم الآثار. فالعالم الأثري الذي يكون مجموعة من الزهريات أو من الحراب ذات الطابع المعين ويحدد منطقتها الجغرافية، يحار كيف يجيب إذا ما سئل عن اسم المدينة التي تنتسب إليها. فالعدد أشياء عديمة النسب، عديمة النسب إلى حد اضطر العلماء إلى الاصطلاح على تسميتها باسم المكان الذي يكشف عنها فيه. وعلماء الآثار يتكلمون عن دلاء هلشتات أو عن حراب التين أو عن الزخارف الفلانوفية أو عن أثاث أونيتتس. كذلك يتكلم علماء الأنتروبولوجيا عن الإنسان النياندرتالي

نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 375
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست