نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 374
مرحلة لا بأس بها- بعض سمات خاصة فيها وجوه شبه غريبة بالهندية الأوربية؛ حتى استنتج بعض اللغويين من ذلك إمكان وجود أسرة لغوية تضم اللغات السامية واللغات الهندية الأوربية[1]. فتكون كل منهما تمثل مجموعة لغوية واحدة، وتكون الفرنسية في حقيقة أمرها هي العربية أو الحبشية كما ثبت بالبرهان أنها هي نفس الروسية والفارسية والإرلندية. ولا ينبغي أن تثنينا عن هذه المحاولة تلك الخلافات الصارخة الموجودة بين هذه اللغات، لأنه إن كان في افتراض أسرة هندية أوربية سامية شيء من الجرأة، فليس مبعث هذه الجرأة أن ذلك الفرض يرجع إلى أصل واحد لغات مختلفة تمام الاختلاف. فالحقيقة الواقعة أن السامية تظهر منذ الآن أقرب إلى الهندية الأوربية من سائر المجاميع اللغوية التي حددت معالمها حتى الآن. أفيمكن لهذه بدورها أن تتداخل شيئا فشيئا حتى تنصهر في وحدات واسعة يضاف بعضها إلى بعض؟ [2] إن هذا السر في ضمير المستقبل؛ إذ إن هناك عددا كبيرا من اللغات التي لم يطبق عليها المنهج المقارن بعد أو التي لم يقل فيها كلمته الأخيرة.
من ذلك نرى مقدار المدى الذي يستطيع المنهج المقارن أن يصل إليه، ولكنا نرى أيضا مقدار النقص الذي ينطوي عليه, فهو يستند على مبادئ لغوية فحسب، ولا يستطيع أن ينتظر من العلوم المجاورة إلا معونة ضئيلة. إذ يجب علينا أن نحذر الخلط بين القرابة اللغوية كما نستخرجها من المنهج المقارن, وبين القرابة الجنسية وقرابة المدنية. فهذه ثلاث مذاهب من الدراسة مختلفة.
يشتغل في ميدان ما قبل التاريخ ثلاث طوائف من العلماء، وكل طائفة منها تعمل مستقلة عن الأخريين. وهؤلاء هم: علماء الأنتروبولوجيا وعلماء الآثار وعلماء اللغة, فالأولون تحت يدهم الهياكل العظمية والجماجم، وأصحاب الطائفة [1] هرمان مولر: رقم 184 وكتابه Indo - europaeisk - semitisk Sammenlignende Glossarium; كوبنهاجن "1909"، وبدرسن: رقم 30، مجلد 22 ص341؛ كوني: رقم 13. [2] ترومبتي Trombetti رقم 228.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس جلد : 1 صفحه : 374