responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 195
المتكلم الألفاظ الهامة في القمة إذ لا يتيسر له الوقت ولا الفراغ اللذان يجعلانه يطابق فكرته على تلك القواعد الصارمة، قواعد اللغة المتروية المنظمة، وعلى هذا النحو تتعارض اللغة الفجائية مع اللغة النحوية.
من المسائل التي تستحق النظر معرفة ما إذا كانت إحداهما سابقة بالضرورة على الأخرى، وإذا ما كانت اللغة التلقائية تختلط باللغة الانفعالية. فإذا صاح إنسان مشدوها من مقابلة غير منتظرة فقال: "أنت هنا! " أمكننا أن نقرر بشيء من التمحل أن هذه العبارة تقوم على أساس عبارة نحوية هي: "أنت "تكون" هنا! " أو "يدهشني أنك هنا". ولم يعدم النحويون على الأقل أن يفسروها على هذا النحو محتجين باستعارة نحوية أو بحذف أو تقدير.
ولكن ينبغي لذلك ان نلجأ إلى لغة الطفل أولا وقبل كل شيء. فالطفل الذي يقول "بابا هنا" ليفهم أن أباه قد حضر أو أنه يوجد هنا، إنما يعبر فقط عن تقرير واقع. بعد ذلك عندما يأتيه التروي مع تلك الموهبة التي يحلل بها إدراكاته ويعبر عنها في اللغة تعبيرا كاملا، يقول: "بابا "يكون" هنا" أو "بابا وصل هنا"؛ أيمكن أن يستنتج من ذلك أنه يمكن الانتقال من لغة فجائية غير نحوية إلى لغة نحوية منظمة دون نقطة ارتكاز انفعالية؟ يخشي أن يكون في ذلك نوع من المغامرة. لأن الطفل لم يبدأ بعد بأن يخلع على جملته الفجة "بابا هنا" طابعا انفعاليا. بل إن الصيحات الأولى التي صدرت عنه كانت للتعبير عن رغبة أو إرادة أو حاجة. وأول ما قال "بابا هنا" كان ذلك للتعبير عن ابتهاجه برؤية أبيه أو عن رغبته في مجيئه. وإذن فقد نشأت العبارة الموضوعية "بابا هنا". في خلال تدرج الطفل بإقصائه للعنصر الذاتي ثم استطاعت بدورها أن تصير جديرة بالعبارة النحوية حين ضم فعل إليها، ولكن الطفل قد بدأ الصيغة انفعالية.
يميل بعض علماء اللغة الذين هم علماء نفس في الوقت عينه إلى الاعتقاد بأن اللغة الانفعالية تسبق اللغة العقلية دائما عند الطفل[1]. وعندهم أن الذكاء

[1] انظر خاصة سيشيه: رقم 122، ص67 وما يليها، وقارن ليفي بريل: رقم 88 ص27 وما يليها.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست