responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 187
العاطفة فالصرف يساعد هنا على التعبيرية فيفعل ما تفعله المفردات باستعمالها للصفة في مثل: "داري الصغيرة أو بستاني الصغير المسكين".
طريقة ترتيب الكلمات تمس النحو عن قرب أيضا[1]. وتختلف اللغات اختلافا ملحوظا من جهة حريتها في ترتيب الكلمات. من هذه الوجهة يفرق غالبا بين نوعين من اللغات: اللغات ذات الترتيب الحر واللغات ذات الترتيب الثابت. وهو تفريق لا تبرره الوقائع. فالحقيقة أنه لا توجد لغة واحدة تسير في ترتيب الكلمات على حرية مطلقة كما لا توجد لغة واحدة ترتيب الكلمات فيها جامد لا يتحرك. فالإغريقية القديمة كالهندية الأوربية تعتبر من اللغات ذات الترتيب الحر. ومع ذلك فإذا أخذنا جملة لأفلاطون لم نستطع أن نجيل الكلمات فيها تبعا لهوانا كما نجيل القداح في الجعبة. كذلك مهما كان ثبات ترتيب الكلمات في الفرنسية أو الألمانية، في الصينية أو في التركية، فإن هذه اللغات تسمح بشيء من المرونة، ولا يحتم أن تصير غير مفهومة إذا غيرنا ترتيب الكلمات فيها. فالأمر في كلتا الحالين يتوقف على نوع التغيير الذي نجريه.
والحقيقة أنه توجد لغات يلعب فيها ترتيب الكلمات دورا نحويا، والحرية في ترتيب الكلمات محدودة طبعا بقيمة النظام الصرفية "انظر ص111". وهناك لغات أخرى لا يفرض فيها النحو أي نظام إجباري، ولا تتأثر العلاقة المنطقية التي بين كلمات الجملة في شيء إذا غيرنا وضعها. تقول اللاتينية: Petrus Caedit paulum كما تقول العربية: "يضرب زيد عمرا" أو petrus paulum caedit أو "يضرب عمرا زيد" أو paulum Caedit petrus أو "عمرا يضرب زيد" دون أن يؤدي ذلك إلى تردد في معرفة الفاعل والفعل والمفعول، لأن التحليل المنطقي لا يرى في ذلك أي اختلاف, ولكن هذه الأوضاع الثلاثة ليست على درجة واحدة من الجودة. والمتكلم اللاتيني ما كان ليخطئ في اختيار خيرها. فالواقع أن دراسة الجملة عن المجلين من كتاب اللاتين يرينا أن نظام الكلمات فيها يسير تبعا لقوانين صارمة وإن كان من العسير استخراجها من خضم

[1] انظر هـ. فيل H.weil: رقم 128 بالرغم من تفاقم عهده.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست