responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 136
عن اللحظة التي فيهله تم أو يتم أو سيتم أحد الأحداث، ولا تدخل في حسابها المدة التي يستغرقها وقوع الحدث. ومع ذلك فهو أمر هام، بل أمر يطغى في بعض الأفعال على كل اعتبار آخر للمعنى. فالهندية الأوروبية كان اهتمامها بالدلالة على الزمن أقل بكثير من اهتمامها بالدلالة على صفة الحدث من الوجهة الاستغراقية. فهي لا يعنيها أن تبين في أي لحظة يتحقق الحدث "في الماضي أو الحاضر أو المستقبل" بل أن تشير إلى ما إذا كان هذا الحديث يواجه من ناحية استمراره أم في نقطة فقط من سيره، وهل هذه هي نقطة الابتداء أو نقطة الانتهاء، وإذا كان الحدث يقع مرة واحدة أو يتكرر، وإذا كان ذا نهاية ونتيجة أو لا، ومن ثم جاءت هذه المفارقات التي يراعيها النحو المقارن في تقسيمه للأفعال إلى استمرارية أو وقتية غائية أو غير غائية وإلى تدرجية وتكرارية وانتهائية ... الخ. ومن المستحيل أن نفهم شيئا من نظام الفعل في السنسكريتية أو في الإغريقية القديمة إذا لم ندخل في حسابنا هذه الفروق الدقيقة أو إذا رحنا نبحث فيها عن التعبير عن الأزمنة المختلفة، بهذه الفكرة التي تعد طبيعية في لغاتنا. والفروق التي نجدها في الإغريقية بين الحاضر والأوورست والتام ليست إلا فروقا في صفة الحدث الذي يؤديه الفعل. وقد احتفظت اللغات الشلافية بغلبة الصفة على الزمن في الحدث مدة طويلة وما زالت تحتفظ بشيء منها حتى يومنا هذا. فكل فعل فيها ينتمي إلى فصيلة من "صفة الحدث" تميزه وتحدده كما يتميز الماضي والمستقبل في لغتنا[1]. وهذا فرق أساسي بين الروسية والفرنسية وعقبة من أشد العقبات التي تقابل الفرنسي في دراسته للغة الروسية.
وتشبه اللغات السامية، من جهة التعبير عن الأزمان، اللغات الهندية الأوربية في نظامها العتيق شبها كبيرا. فليس في السامية المشتركة أية وسيلة للتمييز بين أزمنة الفعل المختلفة، ولكنا ندهش عندما نرى فيها هذه المجموعة الكبيرة من الوسائل للتعبير عما بين الفعل والفاعل من صلات، للتعبير مثلا عن السببية causatif والكثرة conatif والشدة intensif، والتمني desiratif والرجاء putatif والأمر jussif، والمفاعلة reciproque والمطاوعة reflechi. كل هذه

[1] مازون: رقم 92.
نام کتاب : اللغة نویسنده : جوزيف فندريس    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست