responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها نویسنده : ابن فارس    جلد : 1  صفحه : 23
المَجَمّ[1]، قلِق الوَضِين[2]، رابط الجأش[3]، وهو ألْوى، بعيد المُسْتَمَرّ[4]، وهو شراب بِأنقع[5]، وهو جُذَيْلُها المحكَّك وعُذَيقُها المُرَجَّب[6]، وَمَا اشبه هَذَا من بارع كلامهم ومن الإيماء اللطيف والإشارة الدّالة.
وَمَا فِي كتاب الله جلّ ثناؤه من الخطاب العالي أكثر وأكثر، قال الله جلّ وعزّ: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} [7], و {يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ} [8]، و {وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا} [9], و {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} [10], و {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [11]، و {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} وهو أكثر من أن نأتي عَلَيْهِ.
وللعرب بعد ذَلِكَ كَلِم تلوح فِي أثناء كلامهم كالمصابيح فِي الدُّجى، كقولهم للجَموع للخير: قَثُوم، وهذا أمر قاتِم[12] الأعماق، أسود النواحي، واقتحف[13] الشرابَ كلّه، وَفِي هَذَا الأمر مصاعبُ وقُحَم[14]، وامرأة حييّة قدِعة[15]، وتَقَادَعوا تقادُعَ الفراش فِي النار، وَلَهُ قَدَم صِدق، وذا أمر أنت أردته ودبّرته، وتقاذَفَتْ بِنَا النَّوى، واشْتَفَّ الشراب، ولك قُرعة هَذَا الأمر خياره، وما

[1] ضيق المجم: أي ضيق الذراع، والأصل مجم البئر وهو مجتمع مائها.
[2] قلق الوضين: أي بطانها من الهزال.
[3] رابط الجأش: أي شديد البأس، والجأش: الصدر.
[4] ألوى بعين المستمر، يضرب مثلا للرجل الذي لا يطاق نكارة، انظر جمهرة الأمثال: 1/ 32.
[5] شراب بأنقع، يضرب مثلا لمن يعاود الأمر مرة بعد مرة. والأنقع: جمع نقع وهو الأرض الحرة الطين يستنقع فيها الماء. انظر مجمع الأمثال: 1/ 360.
[6] جزيلها المحكك يضرب للرجل يستشفى بعقله ورأيه، مجمع الأمثال: 1/ 160. والجذل أصل الشجرة.
[7] سورة البقرة، الآية: 178.
[8] سورة "المنافقون"، الآية: 4.
[9] سورة الفتح، الآية: 21.
[10] سورة النجم، الآية: 28.
[11] سورة يونس، الآية: 23.
[12] القاتم: الأغبر يعلوه السواد، وتطلق مجازًا على الأمر الشديد.
[13] اقتحف: من القحف، والاقتحاف هو شدة الشرب.
[14] يقال: قحم في الأمر: رمى بنفسه فيه فجأة بلا روية. وقحم الطريق: مصاعبه.
[15] المرأة القدعة: المرأة القليلة الكلام الحيية، والتقادع: التتابع في الشيء، والتهافت.
نام کتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها نویسنده : ابن فارس    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست