نام کتاب : الأزمنة في اللغة العربية نویسنده : آيدن، فريد الدين جلد : 1 صفحه : 12
إنَّ الفعلَ الماضيَ بكونه مقروناً بالقيودِ يدلّ على حدثٍ سابقِ الوقوعِ قطعاً إلاَّ ما جاء بعد أدواتِ الإستفهامِ؛ فإنّه جازمٌ حكماً لا حقيقةً، إلاَّ ما جاء في آيات الله البينات. وهو محمول على سابقِ الوقوعِ، ولا ينحصرُ مفهومُ الزّمانِ السابقِ في صيغةِ الفعلِ الماضي. بل يأتي الفعلُ المضارعُ بعد (لم) و (لَمَّا) النافيتين، فيفيدان القطعَ ووُقوعَ الْحَدَثِ في الماضي مع عدم التكرار؛ كما في قوله تعالى: " لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ". (الإخلاص/3)
وللماضي الجازم مشابهةٌ بالماضي القريب من بعض الوجوه، وبينهما عمومٌ وخصوص.
***
الباب الثالث من الماضي المقيَّد: الماضي الرِّوائيّ: THE PAST CONTINUOUS TENSE
وهو أسلوبٌ للحكايةِ عن أمرٍ حَدَثَ؛ حقيقةً أو حكماً؛ وذلك في زمنٍ غيرِ قريبٍ. وضابطُهُ: أن يأتي الفعلُ على صيغةِ الماضي أو المضارعِ بعد (كَانَ) ، وبعد (لَمَّا) الجزائية التي تسبقها (لولا) الشرطيةُ وبعد (ل) الجوابية وبعد (حتى) إذا سبقتها (ما كان) . كل ذلك في الكلام الإيجابي والسلبي على السواء. وهو زمانٌ سابقٌ استغرق فيه حدوثُ الفعلِ عبرَ مُدَّةٍ كقوله تعالى: "وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ" (آل عمران، 159) وكقوله تعالى: "مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ" (الشورى/52)
وكقول الشاعر:
وَلَوْلاَ الْمُزْعِجَاتَ مِنَ اللَّيَالي ... لَمَا تَرَكَ الْقِطَا طِيبَ الْمَنَامِ.
(أبو محمد عبد الله جمال الدين ابن هشام الأنصاري، قطر الندى وبل الصدى، 14)
وقد يتخلَّلُ حرفُ النفي بين (كان) وبين ما يَتَعَاقَبُهُ من فعلٍ. كقوله تعالى: "كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ" (المائدة، 79)
***
نام کتاب : الأزمنة في اللغة العربية نویسنده : آيدن، فريد الدين جلد : 1 صفحه : 12