ولهذا - أيضاً - ذكره صاحب "الفهرست" [1]فيمن لا تُعرف أسماؤهم وأخبارهم ولعلّ خمول ذكره ممّا يفسّر الغموض والاضطراب الّذي تقدّم في اسمه.
وفي الختام يمكن أن نقول: إن اسمه يحتمل الوجهين معاً، أو أحدهما، وهما:
أبو تراب محمّد بن الفرج بن الوليد الشّعرانيّ، كما في "الوافي".
أو أبو تراب إسحاق بن الفرج، كما يفهم ممّا جاء في "التّهذيب".
وبهذا الأخير جزم محقّق المستدرك على التّهذيب، وهو الدّكتور رشيد العبيديّ، وقال: "ابن الفرج هو إسحاق بن الفرج، وهو أبو تراب نفسه صاحب الاعتقاب في اللّغة، ولم يتنبّه محقّقو التّهذيب إلى هذا" [2].
ورجّحه الدّكتور فؤاد سزكين في "تاريخ الترّاث العربيّ" [3].
مولده ووفاته:
سكتت المصادر القليلة الّتي ترجمت لأبي تراب اللّغويّ عن ذكر تاريخ مولده أو وفاته. والحقّ أنّنا لا نطمع في معرفة ذلك مع هذا الغموض الّذي يلفّ اسمه وتاريخ حياته بعامّة، فليس لنا إلا التّقدير بالاستعانة ببعض القرائن، كتاريخ وفيات بعض شيوخه وتلامذته، فقد روى أبو تراب عن جماعة من العلماء وسمع منهم، وكلّهم من علماء القرن الثّالث، أو ممّن أدرك القرن الثّالث.
ومن آخر من روى عنهم أبو تراب وفاة:
محمّد بن زياد المعروف بابن الأعرابيّ (ت 231هـ) [1] ص 92. [2] التّهذيب 16/59 (الحاشية رقم: 4) . [3] المجلد الثامن 1/342.