responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله    جلد : 24  صفحه : 335
أخبر بك يا حمص، ثم إنهم قشّروه، وعملوا معه عمل رماة البندق، حتى رموه في وسط الموجلة، وقرعوا من كل أحد وخلّوه لهم مشغلة، وما رئي من الريحة الحمص إلا الصارخ، ولا عرفوا قدره إلا بالكسرة فحصّلوا القدرة، وقدموا النافخ، وقد مضى عليه زمان وهو كبير الجماعة وجائل القدر بينهم، قبل أن يأكلوا الحمص بينهم هذا الأكل من المجاعة، وما فطن لهم، وقد حطبوا عليه هذا التحطيب فرّط، وأوقدوا جمرته وغطوا عليه القضية حتى طخوا «1» قدرته، وصادفوا كل الطير بمعاداته، واستراحوا من الملق بابطال عاداته، وقد زمن المسكين من طول القعود، وندس لما لم يخرج إلى البرزات في الربيع، وقد دب الماء في العود، وقد قتله طول الاختشاء، وذهب عمره وما سرّ له قلب في وجه صباح، ولا وجه عشاء، وكلما أراد أن ينطق، قيل له اسكت لا تتكلم، واستمرّ قاعدا مكانك لا تتقدم، والمذكور له منذ طار بجناح المولى نجاح، وقد أصيب وله سوابق، فيحمل بالسبق وبالجناح، وقد آن لهذا الزّمن المقعد أن يقف على قدمه، ولهذا الطير المذبوح بلا سكين أن يسكن مما يتخبط في دمه، وسيقف مولانا على ما يرد من الجواب، وما فيه وارد، ويرى كيف [ص 220] تجمعت الرماة عليه ورموه عن قوس واحد «2» ، ويعوزه عناية تمد لها هذه الطيور أعناقها، وتعجل له من أحواله المسترقة أعناقها، وذلك بجمع يجمع بالديار المصرية، بحضرة الإمامة، ومكان لا يغمّ على أحد فيه إلا أوقات الهجير ظل الغمامة، فقد ضجر هذا الذاهب المهجر في حب البندق، مما يصبر ومما يؤجر، وقد يبس قوسه، وصار حطبة مما هو مفكوك ما يوتر، وهو مما لا ينقلب من غير مرامي البندق إلى أهله مسرورا، وممن يهون عليه إذا أخذ قوسه أن يفقد عينيه ويكون موتورا، وقد قنع من المملوك بالشفاعة، وبان يتلطخ بندقه بالدم ويقنع

نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله    جلد : 24  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست