responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله    جلد : 24  صفحه : 331
بما ورثه من سليمان، ولا زال يخضع لمقامه كل جليل، ويعرف لأيامه كل وجه جميل، ويعترف بشرفه كل معترف بالتفضيل، ويشهد بنفاذ أوامره من ذي نسبه الشريف كل أخ وخليل، ولا كان إلا كرمه المأمول، ودعاؤه المقبول، وعدوه المصروع، ووليه المحمول، ولا برحت طاعته يعقد عليها كل جمع، ومراسمه ينصت إليها كل سمع، وطوائف الذين كذبوا لا يتلى عليهم آياته، إلا تولوا وأعينهم تفيض من الدمع..... «1» المماليك يقبلون الأرض بالأبواب الشريفة، التي هي خطة شرفهم، ومكان تعبد القدماء منهم ومن سلفهم، ويلوذون بذلك المقام، ويعودون بذلك الحزم الذي لا يبعد نسبه من البيت الحرام، ويؤملون ذلك الكرم الذي ما منهم إلا من سعد به طائره، وجاءته به في وجه الصباح أشايره، وفي وجه العشاء بشائره، فنالوا به أقصى المرام، وقضوا به من العمر ما إذا قالوا يا سعد لا يعنون إلا تلك الأيام، وينتهون إلى ما ورد به المرسوم الشريف الذي ما من المماليك إلا من ثبت لديه تقديم عبوديته ورقه، وسارع إلى طائره الميمون وحمله بسيفه، فتح له عينه، وظن أنه حاكم، وامتثلوا أمره، وكيف لا تهتبل الرماة أمر الحاكم، لا سيما ابن عم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمام الحاكم، وأجلوه عن رفعه على العين، إذ كانت تلك منزلة الحاجب، وقدموا إليه خوافق قلوبهم الطائرة، وما علموا إن كانوا قاموا بالواجب، ووقفوا على أحكام حاكمه، فما شكوا أن زمان هذا الفتى بحياة ناصره في بغداد قد عادوا مثاله الممثل في سواد الحدق، مما حملته أيامه العباسية من شعار السواد، وعلموا ما رسم به في معنى محمد بن الحمص الذي [ص 215] ما نورت الليلة الظلماء أكاريخه، ولا بعدت في الإقعاد له تواريخه، بل أخمدت دموع ندمه نيرانه المشعلة، وأصبح به لا يحمل القوس في يده، إلا على أنه مشعلة، وما كان أنهاه

نام کتاب : مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نویسنده : العمري، ابن فضل الله    جلد : 24  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست