وإن أقر على رق أنامله ... أقر بالرق كتاب الأنام له
وقد اكتسى. بحب أهل الكساء. وسرى فيه حب الأمير الفرد. سريان ماء الورد في الورد. ولهج بالثناء على أهل البيت. وولع بتعظيم الحي منهم والميت. ولم يستجن بجنة التقية. من أسنة السنة بعض علماء القسطنطينية. وقد رأيت منهم من يعذله ولو استطاع لأوقع به أذى وهو يقول:
لا انتهى لا انثنى لا أرعوي ... ما دمت في قيد الحيوة ولا إذا
وحيث أني من أهل البيت لديه. جعلني بحيث أحكم في بيته عليه. وصار ولده في الحب كولدي عنده. وفتاه أسرع في امتثال أمري من أبر ولدي. وخصني في داره المعمورة. بغرفة من المحاسن مغمورة. تشرق على روض أريض. تذهب عقاقير النظر إليه مرض كل مريض. وكنت إذا بت هناك. بت على رفيعات أرائك. ونمت على فرش تنزل بوسعهن اللين أوجاتها. فيغنيني عن تجشم اللحف حافاتها. ويعد قبولي ذلك من تفضلي عليه ومنني. وهكذا كنت ولله تعالى الحمد في أهلي وفي وطني. وكان يقترح علي أن آمر طباخه بطبخ ما أشتهيه. مع أن طعامه العادي كل أحد لنفاسته يشتهيه. فأدعوه وأنص له على ما أريد تنصيصاً. ولست ولله الحمد ممن يقول اطبخوا لي جبة وقميصاً. وسبب فوز طعامه من قداح اللذة بالمعلى والرقيب. أنه ومحي العظام لم يذق فيما أعلم طعم الصليب. وطعام الأكثرين قد تشرب لحمه ودمه بذلك الودك. وإن تسل عن طعام المسافر خانة فذاك الذي رض بثقل رائحته مني القوي ودك. وسبب اضطراري إلى تناول طعامه هنالك. فقدي الطعام الخالي منه بسبب نجاسة طبع المأمور إلا عند مالك. وأظنه أنه لو كان أمسى عنده وهو مسافر. لأفتى بعد الاطلاع على حقيقة الحال بنجاسته. وتحاشى عن أن يقول هو طاهر. وكنت أستحي أن أفيد حالي. المأمورين من أهل الباب العالي. فكنت لذلك أتجرع أنا ومن معي غسيلنا. وأدعو على ذلك المأمور والجماعة تقول بالسنة ضعفت من الجوع آمينا. لكن لم آكل هناك ذلك الطعام. إلا أقل قليل من الأيام. حيث كانت الأحباب تدعوني. وأنهم لم يتركوني هناك في أكثر الليالي ولم يدعوني. لاسم هذا المترجم. ومن درت لديه موائد الكرم. وبلا مداهنة أن المومى إليه. لا زال السعد عاكفاً عليه. ذو نقيبة نقية وخلق حر. وكل ذوي العلم وإن جلوا ليسوا منه ولا قلامة ظفر. وبالجملة أخذت جبلته بعناني. إلى القول بأن العارنوود من قوم جبلة بن الأيهم الغساني. وأنه لما ذهب مع من تبعه من قومه إلى الروم. تنصر هناك زمن الفاروق بسبب الأمر المعلوم. ثم أنه ندم فقيل له مالك لا تعود. فقال لما فيه من بقية الجاهلية عار أن نعود. وما كان لهذا اللفظ يبقى بين الروم على ما هو المعهود. فشنوا عليه الغارة فأضحى وهو عرنوود. ومن الناس من يزعم أن الجراكسة أيضاً كما في تاريخ مصر لابن أياس من قومه. ويزعم أن الأصل قوم من جركساه فغيره من غيره لعدم فهمه. وإنما أخذت جبلة جبلته بعناني لذاك. لأن كرمه كرم عرب لا روم وأتراك. إلى أخلاق حسان. لا توجد إلا فيمن كان من عدنان أو قحطان. ويهديك إلى الروض عطره. ويدلك على المسك نشره.
أصل الفتى يخفى ولكنه ... من فعله يظهر خافيه
وقد شق عليه فراقي. وتشابه احتراقه واحتراقي.
لو كنت ساعة بيننا ما بيننا ... وشهدت حين نكرر التوديعا
لعلمت أن من الدموع محدثاً ... وعلمت أن من الحديث دموعاً
أسأل الله بحرمة الطائفين والعاكفين والركع السجود. أن يمن علينا بالاجتماع في أحب البقاع بحال عاكفة عليه طيور السعود.