responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غرائب الاغتراب نویسنده : الآلوسي، شهاب الدين    جلد : 1  صفحه : 94
) وقد اجتمعت (بآخرين. معتبرين وغير معتبرين. ولم أر كالمولوية في الأخلاق. فعليهم من دراريها أبهى وشاح ونطاق. وهم في أداء ما يدور على محور الشريعة المحمدية. بكثير دون السادة القادرية والنقشبندية. ولكل متشيخ هناك اعتبار. ولو أنه خمار أو حمار. وقد رأيت شيخ المتشيخين الخمر لا يحط من مقدارهم. ومن الجهلة من يعتقد أن شربهم الحشيشة يظهر درر أسرارهم. وبالجملة لا سلعة أنفق من المشيخة في إسلامبول. وأنها فخ عظيم يصطاد به كل مأمول. لكنها متفاوتة باعتبار الأشخاص. وكم من فرق بين قناص وقناص. وما أظن ذلك الاعتبار إلا من حسن اعتقاد أهل تلك الدار. مع أن معظمهم غريق بحر أمانيه. والغريق يتشبث بالحشيش وما يحاكيه. وحيل المتشيخين على اختلاف طبقاتهم مما تخفى حتى على إبليس. وهي رأس مالهم الذي أثروا به حتى أوثروا على أرباب التدريس. وتلك علة قديمة. ومصيبة والعياذ بالله تعالى عظيمة. وقد ساعد على بقائها في العالم عدم سماع كلام العالم فيهم. حيث توهم جهلة العوام أن ذلك ليس إلا حسداً لهم فيما يأتيهم. ومن أولئك. من يحمله على غرض نفساني غير ذلك. ومنهم من يزعم أن إنكار العلماء الأكابر. لكون أولئك من أهل الباطن وكونهم أنفسهم من أهل الظاهر. وما دروا أن كل باطن يخالف الظاهر. فهو كما قال غير واحد من العارفين باطل ومرتكبه خاسر. وقال الإمام الرباني قدس سره الطريقة لا تخالف الشريعة بمقدار شريعة. ونحو ذلك للعارفين أكثر من أن يحصى. بل قد أنكر العارف الشيخ عبد الوهاب الشعراني. قدس سره النوراني. في كتابه الدرر المنثورة. في بيان زبد العلوم المشهورة. كون علم الصوفية باطناً. قال وما أعلم زبدة التصوف الذي وضع القوم فيه رسائلهم فهو نتيجة العمل بالكتاب والسنة فمن عمل بما علم تكلم بما تكلموا. وصار جميع ما قالوه بعض ما عنده لأنه كلما ترقى العبد في باب الأدب مع الله تعالى دق كلامه على الإفهام. إلى أن قال وهذا هو الذي دعا الفقهاء ونحوهم من أهل الحجاب إلى تسمية علم الصوفية بعلم الباطن وليس ذلك بباطن إذ لباطن إنما هو علم الله تعالى. وأما جميع ما علمه الخلق على اختلاف طبقاتهم فهو من علم الظاهر لأنه ظهر للخلق فاعلم ذلك اه. والحق أن الظهور والبطون أمران نسبيان فيمكن اجتماعهما في شيء واحد بأن يكون ظاهراً عند شخص باطناً عند آخر فقد يعد علم النحو وعلم المنطق وغيرهما من العلوم من العلم الباطن كما لا يخفى. فافهم ذاك. والله تعالى يتولى هداك.) وبالجملة (أن سوء ظن العوام بخواص العلماء. أوجب اتقاد نار فتنة المتشيخين الجهلاء. وأنا أسأل الله تعالى أن يصلح الخواص والعوام. وأن يطفئ بنور شريعته نار فتنة اضطرمت بين الأنام.
) وقد اجتمعت (بكثير من الكتبة وصطفيت لي منهم أحباباً ذوي أخلاق مهذبة. أجلهم بل هو كلهم ذو الخلق العطر الندي.) حضرة عاكف بك أفندي (. وهو ابن أخي حفظي باشا العارنوود وداماداه. ومن هو اليوم سقف بيته الرفيع وعماده. وأصل أهل هذا البيت من العارنوود. جلاهم عن ديارهم وأسكنهم القسطنطينية المرحوم السلطان محمود. وقد نالوا من طويل التغريب. عريض البلا العجيب. ولم يثلب ذلك من سور مجدهم قيد شعرة. ولم يعب من وجوه محاسنهم ومحاسن وجوههم بمقدار ذرة.
سراه يقر الحاسدون بفضلهم ... كرام السجايا والعلى والمناسب
إذا جلسوا كانوا صدور مجالس ... وإن ركبوا كانوا صدور مواكب
أسود تقنت بالقنا عن عرينها ... وبالبيض عن أنيابها والمخالب
يجودون للراجي بكل نفيسة ... لديهم سوى أعراضهم والمناقب
إذا نزلوا بطن الوهاد لغامض ... من القصد أذكوا نارهم بالمناكب
وإن ذكروا غب الطعان رماحهم ... رأيت رؤوس الأسد فوق الثعالب

نام کتاب : غرائب الاغتراب نویسنده : الآلوسي، شهاب الدين    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست