وما ثم عذر أو تحرٍ ولا ولا ... وفيها صلوة الفرض والنفل صحت
وإن علق الزواج الطلاق بكونها ... فما الحكم شرعاً بين زوج وزوجة
أفيدوا جزيتم خير من جل بره ... وفي حلها حارت عقول البرية
وذكر لي أنه عام ذهب إلى الحجاز سأل عن ذلك بعض علمائه الأعلام. الذين اصطادوا شوارد العلوم في المسجد الحرام. فطافوا حول كعبة الجواب. فمنهم من فتح له ومنهم من لم يفتح له الباب. فأجبته بقولي:
) أيا كعبة الأفضال لا زال فضله ( ... يجر رداء الفخر فوق المجرة
ولا برح البيت الذي شدته على ... ) مطاف الورى في دفع أعظم أشبهة (
ويا شيخ كل المسلمين وركنهم ... ومهرعهم في حل كل عويصة
ومن منه تحقيق الحقائق حيث لا ... سواه بهذا العصر عارف حكمة
أتيتم ورب الراقصات إلى منى ... بنظم دعا كل القلوب فلبت
وقال لأنواع البلاغة أقبلي ... فحثت مطايا وجاءت بسرعة
سألتم به كي تشحذوا ذهن سامع ... وذاك لعمري هدي خير الخليقة
فقلتم على وجه التلطف بالذي ... تريدونه بالقول من ذي روية
) أتعلم أرض أربع من جهاتها ( ... ) غدت قبلة العباد من دون كعبة (
) وما ثم عذر أو تحر ولا ولا ( ... ) وفيها صلوة الفرض والنفل صحت (
) وإن علق الزوج الطلاق بكونها ( ... ) فما الحكم شرعاً بين زوج وزوجة (
فيا سيدي قد جبت كل تنوفة ... وحثحثت فيها مشمعلة فكرتي
وأوغلت كي ألقي جواباً محققاً ... وأنى لمثلي أن يفوز ببغية
وغاية ما في البال أن تلك تربة ... لكعبتنا أنعم بها خير تربة
من الجهة السفلى فكل جهاتها ... غدت قبلة في كل فرض وسنة
وكل طباق هكذا ذاك صادق ... عليه بلا أمر يديب وكلفة
) فإن علق الزوج الطلاق بكونها ( ... على ما ذكرناه حكمنا بفرقة
وإن رام كوناً آخراً فليفه به ... لنعلم منه كيف حكم القضية
وهذا جواب العبد والفكر قاصر ... فديتك يا مولاي من طول غربة
وتحقيق نفس الأمر من حضرة غدت ... مطافاً لأهل العلم من كل بلدة
لها الله في كل الأمور ولم تزل ... تفوق الثريا رفعة أي رفعة
) أفيدوا جزيتم خير من جل بره ( ... وحل على راجيه أعظم منة
فتحقيق هاتيك العويصة مشكل ... ) وفي حلها حارت عقول البرية (
وعرضت ذلك عليه بطوله. فجبر قلبي لمزيد طوله بقبوله) وملخص الجواب (أن تلك الأرض ما كانت مسامتة للداخل في الكعبة من الجهة السفلى وبينها وبين الكعبة من جميع الجهات تسعون درجة وتصدق على أرض سرداب مثلاً حفر تحت الكعبة وعلى أرض آخر حفر تحته وهكذا كما تصدق على السطح الظاهر للأرض المسامتة من تلك الجهة والقبلة في الحقيقة ليست هذا البناء المعروف والبقعة المعروفة زادها الله تعالى شرفاً فقط بل ما يشتمل ذلك وجميع ما فوقه إلى العرش. وما تحته إلى الأرض السفلى. والعرش المحيط الأعلى. فهي كعمود طرفاه محدد الجهات. فمن علق الطلاق بكونها بأن قال إن كانت هذه الأرض موجودة فامرأته طالقة طلقت امرأته. وربما يقال المراد بتعليق الطلاق بكونها الحلف بالطلاق على كونها ووجودها وحينئذ يكون الحكم عدم الوقوع فيقال بدل ما ذكرناه في النظم.
فإن علق الزوج الطلاق بكونها ... على ما ذكرنا لم يؤاخذ بفرقة
وكنت قلته فعدلت عنه لخفاء مبناه. والأمر بعد ما سمعت أولاً من أمر تلك الأرض سهل. كما لا يخفى على من له ذرة من فضل. وقد راجعت الكرة الأرضية فلاح منها أن سطح الأرض المسامتة للبيت المكرم مغمور بالبحر فلو قيل:
أيعلم ماء أربع من جهاته ... غدا قبلة العباد من دون كعبة
صار السؤال أغرب. والجواب أعجب. هذا) واتفق (أني اجتمعت بأعجوبة الزمان. ومن يدعي المشيخة لفضلاء الإنس والجان. القائل بلسان حاله من الجرجاني ومن السكاكي. السيد عمر أفندي فيضي البياسي ثم الأنطاكي. فنقلت له ما كان. فأتاني بعد أيام بنظم في ذلك الشأن. ومنه بعد حكاية السؤال. وتصديره بما يقصر عنه المقال:
أقول نعم ذي الأرض ما تحت كعبة ... بخط إليها مستقيم مسامت
فإن شبيه البيت كان مسامت ... له في العلى أركان أسفل صخرة