وذلك إن إلا مركبة من أن الشرطية ولا فيكون مآل المعنى بعد التقدير.) وإن كنت ف معادي آخذاً بيدي فقل يا زلة القدم (ولا يخفى ما فيه على خبير. وكون المآل هذا لأن لا النافية تدخل في التقدير على لم تكن فيدخل النفي على النفي فينفيه ونفي النفي إثبات. فقلت يا مولاي لا يتعين تقدير الشرط لم تكن داخلة عليه لا النافية بل يجوز تقديره تكن داخلة هي عليه فيكون هذا الشرط تكريراً للشط السابق والجواب لهما قوله فقل الخ. والمقام لا يأبى ذلك بل يقتضيه. فسكت سلمه الله تعالى ولم ينقر فيه. ثم رأيت في شرح مختصر الرزوقي) ما نصه (قال المحقق الجلال المحلي في شرح البيت إن لم تكن في معادي أي عودي يوم القيامة للجزاء آخذاً بيدي بأن تشفع في فضلاً ومنةً وإلا أي إن لم تكن كذلك. فهو بمعنى الشرط الأول تأكيد له وجوابه فقل. يخاطب من جرده من نفسه أي فقل لي يا زلة القدم وهذا يكنى به عن سوء الحال انتهى. فشكرت المولى. على ما أولى. ورأيت في مختصر ذلك الشرح توجيهاً آخر قال قوله وإلا شرط حذف فعله وجوابه لدلالة السياق والعقل عليه. أي وإن كان آخذاً فقل يا ثبوت قدمه أو يا سعادته أو يا فوزه أو ما أشبه ذلك. وبعد هذا الشرح لا يبقى لك في كلامه إشكال انتهى. وقال غير واحد إن إلاً هنا بالتنوين اسم معطوف على فضلاً مثلها في قوله تعالى) لا يرقبون فيكم إلاً ولا ذمة (ورجح بأنه أنسب بقوله:
فإن لي ذمة منه بتسميتي ... محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
ولا أرى في ذلك من بأس. كما يراه فيه بعض الناس.) بالجملة (وقد ذكرنا لك ما ذكره علماء جلوا. فذق ذلك بفم فكرك واختر لنفسك ما يحلو.
) ومنها ما جرى (في قول الشاعر:
حلفت يميناً غير ذي مثنوية ... يمين امرئ إلا بها غير آثم
فإني ذكرت أن جملة من الأقوام. زعموا تناقض هذا الكلام. فقال ما منشأ ما زعموه. وما الذي فهموه. فقلت يا مولاي قال بعض الناس اليمين المغايرة ليمين ذي المثنوية. هي اليمين الصادقة التي لا كذب فيها بالكلية. فإن ذا المثنوية فيما يقولون هو المنعطف عن الصواب. إلى الباطل والكذاب. فقد تضمن الشطر الأول أنه حلف يميناً لا كذب فيها. ولا مخالفة للواقع تعتريها. وقوله إلا بها غير آثم. يدل على أن تلك اليمين كاذبة. وإلى حضيض الافتراء ذاهبة. حيث إن بها متعلق بآثم. فكأنه قال يمين امرئ غير آثم إلا بها والاثم باليمين كناية عن الكذب بها. فيكون الشرط الثاني متضمناً نقيض ما تضمنه الأول. فقال هل ذكروا لذلك من جواب. فقلت نعم أجاب عن ذلك بعض الأصحاب. بأن إلا زائدة مثلها في قوله) حر أجيج لا تنفك إلا مناخة (فتوقف في قبول ذلك. ولم أسأله عن علة ما هنالك. واتفق أن أراني بعض الكتب الأدبية. فعندما فتحته وقع نظري على هذا البيت وفيه بدل إلا آلى فعلاً ماضياً. من الآلية فتعجبت من هذا الاتفاق. وانحل من الإشكال محكم النطاق.) ثم إني أقول (إن دلالة غير ذي مثنوية على الصدق إنما هو في العرف وإلا فقد قال الخفاجي في حواشي البيضاوي المثنوية كالمعنوية بمعنى الاستثناء صرح به أهل اللغة وورد في الحديث الشريف وفي كلام الفصحاء كقول النابغة) حلفت يميناً غير ذي مثنوية (ولا أعلم إلا حسن الظن بصاحبي وقال في النبراس أصل معناه الرجوع والانصراف كما في قول حمزة سيد الشهداء:
فلما التقينا لم تكن مثنوية ... لنا غير طعن بالمثقفة السمر
المثنوية منسوبة إلى المثنى مصدر بمعنى الاستثناء وقيل بمعنى اثنين اثنين وهو كلام من لم يقف على ما ذكر انتهى. فاحفظ.
) ومنها ما جرى (في قول جرير من أبيات رائية منصوبة القافية يرثي بها عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه:
فالشمس طالعة ليست بكاسفة ... تبكي عليك نجوم الليل والقمرا
فإنه سألني عن توجيه نصب نجوم الليل بغير ما ذكره الجوهري واختاره غير واحد من علماء العربية وهو جعل نجوم مفعولاً به لكاسفة وجعل جملة تبكي عليك اعتراضية وهي في معنى التعليل لكون الشمس ليست بكاسفة. وعما على وجه ذلك الحكم من الخفاء كاشفة. فقال هل وقفت على توجيه غير هذا وجيه. فقلت بلى وأحس من هذا التطويل كله ما ذكر في لسان العرب في مادة كيف) ونصه (: