) وممن أجازني (في تلك المغاني. الشيخ المعمر حسين أفندي الداغستاني. وحرر لي أبياتاً في ذلك. ضاعت مني والأمر لله عز وجل هنالك. ولم يبق في حافظتي أحد من مشايخه الأجلة. غير أني أعلم إجمالاً أنهم جمع قلة.) وممن أجازني أيضاً (العالم العربي. الشيخ محمد التميمي المغربي. وهو ممن جاء مصر شاباً فسكن فيها. واشتغل بالعلم حتى صار المشار إليه فيه بين أهاليها. وشاع بينهم على ما تواترت به النقول. إن له امتيازاً على غالب علماء مصر في المعقول. وقد ورد القسطنطينية منفياً. نفاه والي القاهرة عباس باشا مع أنه لم يأت شيئاً فرياً. وكان في أيام محمد علي باشا. جد الوالي المشار إليه معلماً لحفدته أبناء إبراهيم باشا. وبذلك حظي لديه. وعندما اجتمعت به خدثني بحديث الأولية الشهير. عن ملحق الأصاغر بالأكابر الشيخ محمد الأمير. ثم أني كما حدثني حدثته. وعلى نحو ما أجازني أجزته. وأعني بذلك الحديث ما روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال) الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء (وفي رواية) ارحموا أهل الأرض (والتنزيه وهو تبارك وتعالى زاده كثيرون. منهم صاحب المنتخب وهو المسموع من بعض الشيوخ والموجود في إثبات بعضهم. وممن ذكره العارف الكوراني في كل من كتابيه المسالك والإتحاف. ومحمد بن سليمان المغربي في ثبته. وابن عقيلة في مسلسلاته. وأسقطه آخرون.
) منهم (ابن الجوزي في عقود اللآلئ. والجلال السيوطي في جياد المسلسلات. وسقط من نبت الشيخ عبد الباقي الحنبلي. ومن ثبت الشيخ إسماعيل العجلوني. وكذلك من ثبت الشيخ أحمد العطار. لكن قال وفي أخرى زيادة تبارك وتعالى بين قوله) الرحمن وارحموا (واختلف في الرواية في) يرحمكم (هل هي) بالرفع أو بالجزم (. فقال في الإسعاف الرواية) بالرفع (كما قاله البرهان العمادي. فالجملة) دعائية مستأنفة (ونقل مثله عن النجم الغزي. وفي ثبت العجلوني أنه لا يمتنع الجزم في جواب الأمر. والظاهر أنه أزاد عدم الامتناع في الصناعة. وقال العلامة أبو الفتوح علي بن مصطفى الميقاتي الدباغ في رسالة متعلقة بهذا الحديث أن يرحمكم مجزوم على أنه جاوب الأمر. ثم قال هكذا ضبطه البدر الزركشي في تذكرته عن جزء ابن الصلاح. ثم نقل كلام النجم الغزي. وأن الرواية بالرفع ثم قال شواهد الحديث تقتضي الجزم. وقال الحافظ الشيخ محمد الكزبري الدمشقي) جزم بعض المسندين المتقنين (بأن الجزم أي في جواب الأمر هي الرواية. ومن أجاز الرفع على أن الجملة دعائية مستأنفة فإنما يتم له لو ثبت رواية. وهو لم يثبت كما تلقينا عن المشايخ العظام اه.
وقال المسند أحمد العطار أخبرني صاحبنا الشيخ محمد الجوهري المصري. أن والده الشهاب أحمد ألف رسالة في هذا الحديث ونقل فيها أن الرواية جاءت بالوجهين اه. ثم قال العطار وعلى كلٍ فرواية الرفع أبلغ كما يظهر بالتأمل اه.