نام کتاب : تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة نویسنده : البيروني جلد : 1 صفحه : 133
يز- في ذكر علوم لهم كاسرة الأجنحة على أفق الجهل
السحر هو إظهار شيء للاحساس على خلاف حقيقته بوجه من وجوه التمويه، فإن نظر إليه من هذا الوجه وجد في الناس شائعا، وإن اعتقد فيه اعتقاد العوامّ أنّه إيجاد الممتنعات فقد خرج أمره عن التحقيق فإذا امتنع الشيء لم يوجد أيضا فالكذب ظاهر في حدّه فالسحر إذن غير داخل في العلم بتّة؛ ومن أنواعه «الكيمياء» وإن لم يسمّ به ألا ترى أنّ أحدا لو تناول قطنة وأراها غيره نقرة لم ينسب إلّا إلى السحر وليس بينه وبين أن يتناول فضّة ويريها ذهبا فرق إلّا من جهة العادة؛ ولم يختصّ الهند بالخوض في أمر الكيمياء فليس يخلو منه أمّة وإنّما يزيد بعضها على بعض في الولوع به، وذلك غير محمول منها على عقل أو جهل فإنّا نجد كثيرا من العقلاء مستهترين به وكثيرا من الجهلاء مستهزئين به وبهم، أمّا أولئك العقلاء فهم غير مذمومين بتعاطيه وإن أشروا «1» فيه لأنّ حاملهم عليه فرط الحرص على اجتلاب الخير واجتناب الضير، وقد سئل بعض حكماء عن سبب غشيان العلماء أبواب الأغنياء وإعراض الأغنياء عن قصد أبواب العلماء فأجاب بأنّه علم هؤلاء بمنافع المال وجهل أولئك بشرف العلم، وأمّا أولئك الجهلاء فهم غير محمودين على النفور عنه وإن أصمّوا لأنّ بواعثهم عليه أسباب هي موادّ الشرّ
نام کتاب : تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة نویسنده : البيروني جلد : 1 صفحه : 133