نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد جلد : 1 صفحه : 125
نحلت فلو علقت في جفن ذرة ... لطارت ولم شعر بأني علقت
ولو نمت في جفن الذباب معرضا ... من السقم لم تشعر بأني قد نمت
ولو نفس من أنفها قد أصابني ... من الشوق أو من حر أنفاسها ذبت
قال الشيخ أبو عبد الله بن الجنان فصاح الشيخ صيحة عظيمة وشهق شهقة قوية وخرجت روحه رحمة الله عليه، ولما أصبح الصباح وطلع النهار غسلناه وجهرناه إلى حفرت، وتركناه في عظيم رتبته، وحدثني قال وحدثني جدي عن الشيخ أبي الفضل الهمداني عن الشيخ الشريف القاضي أبي محمد العثماني قال أنشدني الشيخ أبو بكر المبارك ابن كامل بمكة حرسها الله تعالى قال أنشدني أحمد بن عبد السلام لمدني قال أنشدني أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري قال: أنشدنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي:
قف بالديار فهذه آثارهم ... تبكي الأحبة حسرة وتشوقا
كم ذا وقفت بها أسائل مخبرا ... عن أهلها أو صادقا أو مشفقا
فأجابني داعي الهوى في رسمها ... فارقت من تهوى فعز الملتقى
وليكن خاتم علماء الحضرة الإفريقية وآخر المشائخ في الحلبة المشرقية من ختمت بجده حلبة الرسالة والنبوءة، وظهرت عليه بركة السلالة الطاهرة والنبوة، الشيخ الفقيه الراوية أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن إبراهيم بن يحيى ابن موسى بن هاشم بن مجير بن أبي فليتة بن جواد بن محمد بن إدريس الأصغر بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب طاهر، ونسب ظاهر ووجه زاهر وفضل كامل باهر، فهو في الأرومة السنية، والدوحة الحسنية، ولدته الرسالة فيا شرف هذه الولادة وشهدت لجده أكبر السبطين بالسيادة وناهيك من منصب هذه الشهادة فلله دره من راضع در متواضع من شرف الأبوة أيسامي بشرف أو يداني بمفخر، من له هذا الشرف الأطهر، أو يفاخر في محضر، من ينتمي إلى السبط الأكبر بخ بخ، هذا المجد الأظهر، والسؤدد الأتلد النور. . .
نسب كأن عليه من شمس الضحى ... نورا ومن فلق الصباح عمودا
كل خطة، عند ذا الشرف محطة، وكل مرتبة، مع هذا الحسب مثلبة، هذا إلى ما له من البشر الرائق المحيا، والنشر العاطر الريا، والذات الفاضلة التي متعت بالدين والدنيا، وقد زين الله له حسن الوجه والأخلاق، وطيب المحتد والأعراق، بكرم عظيم، وفضل عميم وقلب شفيق رحيم، فلا يزال في مواساة وتفضل وإيثار وتطول، وترق إلى المكرمات وتوصل، مهر في القراءات، وتبحر في الإسناد والروايات وأبدى في ذلك الأعاجيب، بل العجائب والآيات، فأخذ عن خلائق لا يحصرهم عدد وانفرد بما لم ينفرد به في ذلك القطر أحد، أفضل الفضلاء خلقا وأسمحهم نفسا، وأحسنهم للإخوان مشاركة وأعظمهم للضعفاء مواساة وأكثرهم على عباد الله شفقة:
مناقب شمخت في كل مكرمة ... كأنما هي في أنف العلى شمم
نام کتاب : تاج المفرق في تحلية علماء المشرق نویسنده : البلوي، خالد جلد : 1 صفحه : 125