وقد كانت عند أخيه عبد الله بن أبي بكر عاتكة بنت زيد عمرو بن نفيل، وكان بها معجباً؛ وكان قد شغلته عن أبيه؛ فأمره أبوه بطلاقها؛ قم اتبعتها نفسه؛ فقال:
ولم أر مثلي طلق العام مثلها ... ولا مثلها في غير جرم تطلق
فقال أبوه: " ارتجعها! " لما رأى من هواه فيها؛ فارتجعها. وفيها يقول أيضاً:
يقولون: طلقها وأصبح مكانها ... مقيماً تمنى النفس أحلام نائم
وإن فراقي أهل بيت جمعتهم ... على كبر مني لإحدى العظائم
أراني وأهلي كالعجول تروحت ... إلى بوها قبل العشار الروائم
ومات عنها عبد الله؛ فورثته عاتكة؛ فقالت:
فأقسمت لا تنفك عيني حزينةً ... عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
وقد انقرض ولد عبد الله بن أبي بكر الصديق؛ وكان له ولد، فلم يبق منهم أحد. ومحمد بن أبي بكر، وأمه: أسماء ابنة عميس، من خثعم؛ وإخوته لأمه: عبد الله، ومحمد، وعون، بنو جعفر بن أبي طالب، ويحيى بن علي بن أبي طالب؛ وكان مولد محمد عام حجة الوداع، ولدته أسماء بنت عميس بالشجرة حيث أحرم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو متوجه إلى مكة للحج، ثم كان في حجر علي بن أبي طالب، وولاه على مصر، وقتل بها.