جلد أراد ذلك المجلس؛ فمنعه عثمان إياه، وقال: " لا تعد إلى مجلسك مني أبداً إلا ومعي ثالث ".
وقال هشام بن عروة: قال عبد الله بن الزبير: لقيني ناس ممن كان يطعن على عثمان، ممن يرى رأي الخوارج؛ فراجعوني في رأيهم، وحاجوني بالقرآن، فو الله ما قمت معهم ولا قعدت! فرجعت إلى الزبير منكسراً، فذكرت ذلك له؛ فقال: " إن القرآن قد تأوله كل قوم على رأيهم، وحملوه عليه، ولعمر لله إن القرآن لمعتدل مستقيم، وما التقصير إلا من قبلهم، ومن طعنوا عليه الناس، فإنهم لا يطعنون في أبي بكر وعمر، فخذهم بسنتها وسيرتهما "، قال عبد الله: فكأنما أيقظني بذلك فلقيتهم، فحاججتهم بسنن أبي بكر؛ فلما أخذتهم بذلك، قهرتهم، وضعف قولهم، حتى كأنهم صبيان يمغثون سخبهم.
وقال أبو الزناد: جاء عثمان إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخمسين بعيراً؛ فحمل عليها في جيش العسرة؛ فخرج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فدعا له بخير؛ وقال له عثمان: " وعندي مثلها "، فحمل على مائة بعير.
وذكر موسى بن عقبة عن أبي حبيبة، قال: أتيت عثمان برسالة الزبير. وهو محصورن فلما أديتها، وعنده أبو هريرة، قام أبو هريرة فقال: أشهد لسمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول: " تكون بعدي فتن وأحداث " أو " أمور وأحداث "، شك موسى، قال: قلنا: " فأين المنجا منها يا رسول الله؟ " قال: " إلى الأمين وحزبه " وأشار إلى عثمان، قال: فقام الناس إلى عثمان، فقالوا: " قد أمكنتنا البصائر؛ فأذن لنا في الجهاد، " قال أبو حبيبة: قال عثمان: " عزمت على من كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل ".