في حش كوكب بالبقيع، فرحمه الله ورضي عنه؛ وكان عثمان اشتراه؛ فوسع به البقيع. وقتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة؛ وحمله جبير بن مطعم، وحكيم بن حزام، وأبو جهم بن حذيفة، ونيار بن مكرم الأسلمي؛ وصلى عليه جبير بن مطعم؛ ودفنوه. وكانت معه امرأته: أم البنين بنت عبيدة بن حصن، ونائلة بنت الفرافصة الكلبية. وزعم آل مالك بن أنس أن مالك بن أبي عامر شهد معهم.
وذكر أن أبا موسى الأشعري ذكر: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان في حائط المدينة على قف البئر، مدلياً رجليه في البئر؛ فدق أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقال: " ائذن له وبشره بالجنة " ففعل؛ فدخل أبو بكر؛ فدلى رجليه مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في البئر؛ ثم دق عمر بن الخطاب؛ فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائذن له وبشره بالجنة " ففعل؛ ثم دق عثمان الباب؛ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ائذن له وبشره بالجنة، وسيلقى بلاء " فدخل عثمان، وعيناه تذرفان.
وذكر عن مالك بن أنس، قال: قال عبد الله بن عمر: " ما شبعت من طعام منذ قتل عثمان ". وذكر موسى بن عقبة، عن سالم أو نافع، أو عنهما: أن ابن عمر لم يدع بسلاحه بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا مرتين: يوم الدار، ويوم نجدة الحرورى. وذكر إبراهيم بن عقبة عن سالم: أن ابن عمر قال، حين قتل الناس عثمان: " دعوتموه إلى أمر؛ فلما أجابكم إليه، قتلتموه! والله ما أراكم إلا قد تبوأتم بذنبه ". قال عبد الرحمن بن أبي الزناد: ظننت إبراهيم أراد أن يقول: " بؤتم بذنبه ".
وذكر أبو الزناد أن رجلاً من ثقيف جلد في الشراب في خلافة عثمان بن عفان، قال: وكان لذلك الرجل مكان من عثمان ومجلس في خلوته، فلما