نام کتاب : جمهرة نسب قريش وأخبارها نویسنده : الزبير بن بكار جلد : 1 صفحه : 149
واحد منهما حالك، ولا ينتهي إلى كل مالك، فقد عظمت عندنا بأبيك الرزية، وكثرت بك بعده لنا البقية، فأحسن الله مثوبتك، وجبر مصيبتك، وأمتنع بك رعيتك، وبعد هذا فأنا الذي أقول:
إذا ذكرتْ مُصِيبتَها قريشٌ ... بعبد الله أخضَلتِ الدُّمَوعَا
عليه، إنهّ حَدَثٌ جليلٌ ... فأظهرت التفجُّعَ والخضوعَا
فإن ذَكرت أبا بكْرٍ تراخَتْ ... بها الآمال وارتاحتْ جميعاَ
خليفة والدٍ أوْمَتْ إليه ... بنو فِهْر وكان لها قريعاَ
وقال مصعب بن عبد الله، يرثى أباه عبد الله بن مصعب، وعمه محمد ابن مصعب:
ألا قدْ أرى أن لاَ بقاءَ على الدَّهرِ ... وأن المناياَ يّطلِعْنَ مع الفَجْرِ
وأن غَداً غادٍ عليكَ بحادثٍ ... وبعد غدٍ حتى تُساَق إلى القبرِ
أبعدَ أبي بكْرٍ إذا ما ذكرتُهُ ... دعتْهُ المنايا فاشتَعَبْنَ فتى الدهرِ
وبعد أخيه الخيرِ يَتْبَعُ إثْرَهُ ... أرجِّى ثَراءٍ أو أزالُ على وَحْرِ
مضى سَلَفُ الأيام في كل حادثٍ ... ولم أرَ يوماً مثلَ يوم أبي بكْرِ
أقلَّ عزاءً لامرئ ذي جَلادةٍ ... وأثلَجَ للمُسْتوغِرِ الحَسِكِ الصَّدْرِ
فلا يَهْنِئ الأعداء أن أخطَأَتْهُمُ ... صروف اللَّيالِي واختلاف يَدِ العَصْرِ
فقد حَسِبوا أن يجعلونا أكُولَةٌ ... بها لَطَفٌ بين الجآجئ والصَّدْرِ
نام کتاب : جمهرة نسب قريش وأخبارها نویسنده : الزبير بن بكار جلد : 1 صفحه : 149