نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 7 صفحه : 352
لله عينًا من رَأَى مِنْ فوارسٍ ... أكَرُّ عَلَى المكروه منهم وأصبرا
فما برحوا حَتَّى أعضوا سيوفهم ... بذي الهام منا والحديد المسمرا
فلو أنهم لاقوا قواما مقاربا ... ولكن لقوا موجا من البحر أخضرا
مقتل عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن الأشعث
قالوا: ولما صار عَبْد الرَّحْمَنِ إِلَى رتبيل منصرفه من خراسان وأقام عنده. كتب الحجاج إِلَى رتبيل: «أما بعد فإن الكذاب الشرود عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن الأشعث بْن قيس بْن معدي كرب، فأما معدي كرب فإنه عاهد مهرة فغدر بهم فظفروا بِهِ فجدعوا أنفه وأذنيه، وشقوا بطنه وملأوه حصى، وأما قيس فإنه عاهد مذحج ثُمَّ غدر بهم فقتلوه، وأما الأشعث فإنه كفر بعد إيمانه وغدر بقومه فأسلمهم لينجو، وأما مُحَمَّد فغدر بأهل طبرستان وهذا رجل غدار فاجر مائق معرق لَهُ فِي الغدر والفجور، فلا تثق بِهِ ولا تمنعه ولا تؤوه» .
وتتابعت كتب الحجاج إِلَى رتبيل فِي ابْن الأشعث بالوعيد والترغيب والترهيب، حَتَّى كَانَ خوفه أكثر من رجائه، وَقَالَ فِي بعض كتبه: «لئن لم تسلمه وتبعث بِهِ إلي أو تخرجه من بلادك إِلَى غير حرز لأبعثن إليك مائة ألف ومائة ألف من أَهْل الشام والجزيرة وأرمينية وأهل خراسان، ولئن أسلمته أو أخرجته لأضعن عنك الأتاوة سبع سنين.
وَكَانَ عند رتبيل رجل من بني يربوع يقال لَهُ عبيد بْن سبع بْن أَبِي سبع، فَقَالَ لرتبيل: أنا آخذ لك من الحجاج أمانا وكتابا بوضع الخراج عَن أرضك سبع سنين، ولا تغزى، عَلَى أن تدفع عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد إِلَيْهِ.
نام کتاب : أنساب الأشراف نویسنده : البلاذري جلد : 7 صفحه : 352