وكان قد أذّن في مسجد حمزة بن حبيب الزيات نيفا وسبعين سنة، وقال محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الحافظ الرئيس: أبو الحسن الشيباني، كان شيخ المصر والمنظور إليه ومختار السلطان الأعظم والأمراء والقضاة والعمال لا يجاوزون قوله، يعدل الشهود، معدن الصدق، وكان حسن المذهب صاحب جماعة وقراءة للقرآن وفقه في الدين، مات لسبع بقين من شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة [1] وأبو عمرو الشيباني هو سعد بن إياس، وكان يقول: أذكر أنى سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى إبلا لأهلى بكاظمة، وعاش مائة وعشرين سنة [2] وأبو إسحاق الشيباني، هو سليمان بن أبى سليمان، توفى سنة تسع وعشرين ومائة ومصقلة بن هبيرة وهو من بنى شيبان، وكان مع على رضى الله عنه، هرب إلى معاوية فهدم على داره، وقال مصقلة حين فارقه:
قضى وطرا منها على فأصبحت ... أحادثه فينا أحاديث راكب
ثم بعث مصقلة رجلا نصرانيا ليحمل عياله من الكوفة، وأخذه على فقطع يده، وولاه معاوية طبرستان فمات بها، ويقال في المثل: «حتى يرجع مصقلة من طبرستان [3] » وأبو بكر أحمد بن عمرو بن أبى عاصم الشيباني، روى عن [1] هنا انتهى الرسم (الشيباني) في م، س، فما بعده فمن الأصل وحده. [2] وكذا ذكره ابن الأثير في أسد الغابة 2/ 270 وقال: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، وقال ابن حجر في الإصابة أنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وقدم بعده ثم نزل الكوفة، وكذا ذكره في تهذيب التهذيب 3/ 468، وانظر ما ذكر في الكنى من الإصابة. [3] قيل: أنه لما سار إلى طبرستان ومعه عشرون ألف رجل فأوغل في البلد يسبى-