فقام له قائما [1] ، ولم يتحرك من مكانه، ورده من باب الصفة وقال:
انصرف أيها الأمير فليس هذا يومك، قال الحاكم أبو عبد الله البيع:
وسمعت أبا العباس المصري- وكان من الملازمين لبابة- يقول: دعا [2] الحاكم يوما بالبواب والمرتب وصاحب السر فقال لثلاثتهم: إن الشيخ الجليل يقول قد تقدمت إليكم غير مرة بأن لا تحجبوا عنى بالغدوات والعشيات أحدا من أهل العلم الرحالة أصحاب [2] المرقعات والأثواب الرثة وأحجبوا الفرسان وأصحاب الأموال، وأنتم لأطماعكم الكاذبة تأذنون للأغنياء وتحجبون عنى الغرباء لرثاثتهم، فلئن عدتم لذلك نكلت بكم، وحكى ابن الحاكم الشهيد أنه لم يزل يدعو في صلاته وأعقابها بدعوات، ثم يقول: اللَّهمّ ارزقني الشهادة! إلى أن سمع عشية الليلة التي قتل من غدها جلبة وصوت السلاح فقال: ما هذا؟ فقالوا: غوغاء العسكر قد اجتمعوا يؤلبون ويلزمون الحاكم الذنب في تأخير [3] أرزاقهم عنهم، فقال: اللَّهمّ غفرا! ثم دعا بالحلاق فحلق رأسه وسخن له الماء في مصرية وتنور ونظف نفسه واغتسل ولبس الكفن ولم يزل طول ليلته تلك يصلى، فأصبح [4] وقد اجتمعوا إليه [5] [1] كذا. [2] سقط من م، س. [3] في الأصل «تأجيل» . [4] من م، س، في الأصل «وأصبح» .
[5] كلمة «إليه» ليست في م، س.