نيسابور أيام الطاهرية [1] ثلاث عشرة سنة، وطلب أبو على الثقفي العلم على كبر السن فان ابتداء أمره كان التصوف والتجريد والزهد، سمع بنيسابور محمد بن عبد الوهاب العبديّ وبالري موسى بن نصر، وببغداد أحمد بن حيان ابن ملاعب ومحمد بن الجهم السمري وأقرانهم، روى عنه الإمامان أبو بكر محمد [2] بن إسحاق بن أيوب الصبغى وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه وأبو على الحسين بن على الحافظ وأبو الحسين محمد بن محمد الحجاجى وغيرهم، وكان من أقران الشبلي ونفذ [الشبلي] رجلا من أهل العلم قاصدا من بغداد إلى نيسابور ليقيم سنة ويثبت مجالس أبى على الثقفي ففعل وحمل إليه [ونظر إليه-[3]] فرأى مجالسه بالغدوات أصلح من مجالس العشيات فقال الشبلي:
كلام هذا الرجل بالغدوات في الحقائق معجز وذلك أنه يخلو ليله بسره فيصفو كلامه بالغدو. وقال أبو عمرو بن على بن حامد كنت مع أبى بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بطوس فلما أصبح من الليلة التي دخلها اجتمع أصحاب المسائل على الباب وصاحب له واقف يأخذ المسائل ويضعها بين يديه حتى اجتمع تلّ عظيم من الكواغذ فدعا بدواة ثم قال لأبى على الثقفي أجب عن هذه المسائل فأخذ أبو على القلم وجعل يكتب تلك الأجوبة ويضعها بين يدي محمد بن إسحاق وهو ينظر فيها ويتأمل مسألة مسألة
[ () ] أو لعله «الحيريّ» نسبة الى الحيرة موضع بنيسابور. [1] يعنى ولاة نيسابور من آل طاهر بن الحسين، وفي ك «الظاهرية» خطأ. [2] في ك «أحمد» خطأ. [3] من ك.