وعلا شعراء وقته، واتصل بالأمير أبى الحسن بن حمدان المعروف بسيف الدولة، وانقطع إليه وأكثر القول في مديحه، ثم مضى إلى مصر فمدح بها كافورا الخادم، وأقام هناك مدة، ثم خرج من مصر وورد فمدح بها كافورا الخادم، وأقام هناك مدة، ثم خرج من مصر وورد العراق، ودخل بغداد وجالس بها أهل الأدب، وقرئ عليه ديوان شعره. وكان السيد أبو الحسن محمد بن يحيى العلويّ الزيدي يقول:
كان المتنبي- وهو صبي- ينزل في جواري بالكوفة، وكان يعرف أبوه بعبدان السقاء يستقى [1] لنا ولأهل المحلة، ونشأ هو محبا للعلم والأدب فطلبه، وصحب الأعراب في البادية، فجاءنا بعد سنين بدويا قحا وقد كان تعلم الكتابة والقراءة، فلزم أهل العلم والأدب، وأكثر من ملازمة الوراقين، فكان علمه من دفاترهم، وكان إذا نظر في ثلاثين ورقة حفظها بنظرة واحدة. وكان والد المتنبي جعفيا فأمه [2] همدانية صحيحة النسب، وكانت من صلحاء النساء الكوفيات. وسئل المتنبي عن نسبه فقال: أنا رجل أحيط [3] القبائل، وأطوى البوادي وحدي، ومتى انتسبت لم آمن أن يأخذنى بعض العرب بطائلة [4] بينها وبين القبيلة التي أنتسب إليها، وما دمت غير منتسب إلى أحد فأنا أسلم على جميعهم ويخافون لساني. وخرج المتنبي من بغداد إلى فارس فمدح بها عضد الدولة، [1] في م: «يسقى» . [2] أي أم أبيه، وهي جدة المتنبي. [3] م: «أحفظ» كذا. [4] م: «بمطالبة» كذا.