قال ابن ماكولا: وأبو المجد وأبو العلاء أحمد ابنا سليمان كانا عارفين باللغة، ولهما شعر، وترك أبو المجد قول الشعر ومات قديما، وبقي أبو العلاء طويلا، وله شعر كثير وتصانيف ملاح، وحدث، وسمع منه أبو طاهر بن أبى الصقر الخطيب الأنباري، وذكرت أبا العلاء في حرف التاء في ترجمة «التنوخي» [1] ، والمعرى كان إماما في الأدب/ وقول الشعر، أدركته وقد نسك وترك قول الشعر وحرق ديوانه ولازم منزله ومسجده، حدثنا، قلت: يروى عن ... [2] ، روى عنه ابو الفتيان عمر بن أبى الحسن الرواسي الحافظ وأبو ... [2] ابن الطرسوسي وغيرهما وأبو المعالي عشائر بن محمد بن ميمون بن مراد التنوخي المعرى، من أهل المعرة، وانتقل عنها وسكن حمص، وروى عن أبى غانم عبد الرزاق بن أبى حصين المعرى، أدركته بحمص وكان جاوز التسعين، وذكر لي أنه حضر جنازة أبى العلاء المعرى، سمع والده بالمعرة، ولما دخلت عليه بكى وقال لي:
يا والدي [3] من أين أنت؟ قلت: من خراسان! قال ولأى شيء جئت؟
قلت: لأسمع الحديث! فقال: الحمد للَّه! كنت أتعجب في هذه الأيام أنى سمعت الحديث وكبر سنى وقرب الموت ولم يسمع أحد منى، فسهل الله تعالى لك حتى دخلت وسمعت منى، وتوفى- أظن- سنة ست [1] راجع الأنساب 3/ 90- 93. [2] بياض. [3] كذا، ولعله «يا ولدى» .