[ () ] قدمت قرطبة سنة اثنتين وأربعين فسمعت بها من احمد بن مطرف وأحمد بن سعيد ومحمد بن معاوية القرشي وأبى بكر اللؤلؤي وأبى إبراهيم ورحلت الى وادي الحجارة الى وهب بن مسرة فسمعت منه وأقمت عنده سبعة أشهر وكانت رحلتي الى المشرق في المحرم سنة احدى وخمسين وثلاثمائة ودخلت بغداد ... ، وصار الى الأندلس في آخر أيام المستنصر باللَّه رحمه الله فشوور وقرأ عليه الناس كتاب البخاري رواية ابى زيد وغير ذلك. وكان حرج الصدر ضيق الخلق، وكان عالما بالكلام والنظر منسوبا الى معرفة الحديث وجمع كتابا في اختلاف مالك والشافعيّ وأبى حنيفة سماه (كتاب الدلائل على أمهات المسائل) وقد حفظت عليه أشياء وقف عليها أصحابنا وعرفوها وتوفى ليلة الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، ودفن يوم الخميس صلاة العصر بمقبرة الرصافة وصلى عليه القاضي احمد بن عبد الله وهو ابن ثمان وستين سنة فيما بلغني» .
يستروح من هذا ان ابن الفرضيّ لا يعترف للأصيلى بالتمكن في معرفة الحديث، وقوله «وقد حفظت عليه أشياء» يحتمل ان تكون مما يتعلق بضيق الخلق، وأن تكون من الخطأ في العلم، واكتفاء ابن الفرضيّ بهذه الإشارة يدل على ان تلك الأشياء ليست بالشديدة. وللأصيلى ترجمة في الجذوة رقم 542 قال فيها «عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر الأموي المعروف بالأصيلي ابو محمد بن كبار أصحاب الحديث والفقه رحل فدخل القيروان وسمع بها ثم رحل منها مع ابن (أو: ابى) ميمونة دراس بن إسماعيل الفاسى الفقيه الزاهد ومع ابى الحسن على بن محمد بن خلف القابسي الى مصر ومكة فسمع من ابى القاسم حمزة بن محمد بن على بن محمد بن العباس الكناني وأبى محمد الحسن بن رشيق ومحمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه ... ثم رحل الى العراق فسمع ... وحبيب بن الحسن بن داود وأحمد بن يوسف بن خلاد ... وكان متقنا للفقه والحديث ... روى عنه ابو محمد على بن احمد [ابن حزم] والمهلب بن ابى صفرة ... » وله ترجمة في تذكرة الحفاظ رقم 954 قد اثبت هنا ما ليس فيها. وراجع معجم البلدان (اصيلة) وفيه «وكان والد ابى محمد الأصيلي