نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 5 صفحه : 117
ولكن الوزير أبا علي ... من اللائي يئسن من المحيض ومن شعره أيضاً ما قاله الثعالبي في " يتيمة الدهر ":
وإذا رأيت فتى بأعلى رتبة ... في شامخ من عزه المترفع
قالت لي النفس العروف بقدرها ... ما كان أولاني بهذا الموضع ولم يزل على هذه الحال إلى أن توفي في موضعه يوم الأحد عاشر شوال، سنة ثمان وعشرين وثلثمائة، ودفن في مكانه، ثم نبش بعد زمان وسلم إلى أهله.
وكانت ولادته يوم الخميس بعد العصر، لتسع بقين من شوال سنة اثنتين وسبعين ومائتين، ببغداد، رحمه الله تعالى.
وقد تقدم طرف من خبره في ترجمة ابن البواب الكاتب، وأنه أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين إلى هذه الصورة هو وأخوه، على الخلاف المذكور في ترجمة ابن البواب، وأن ابن البواب تبع طريقته ونقح أسلوبه.
ولابن مقلة ألفاظ منقولة مستعملة، فمن ذلك قوله: إذا أحببت تهالكت، وإذا أبغضت أهلكت، وإذا رضيت آثرت، وإذا غضبت أثرت. ومن كلامه أيضاً: يعجبني من يقول الشعر تأدباً لا تكسبا، ويتعاطى الغناء تطرباً لا تطلبا. وله كل معنى مليح في النظم والنثر. وكان ابن الرومي الشاعر - المتقدم ذكره - يمدحه فمن معاينة المقولة فيه قوله:
إن يخدم القلم السيف الذي خضعت ... له الرقاب ودانت خوفه الأمم
فالموت، والموت لا شيء يعادله ... ما زال يتبع ما يجري به القلم
كذا قضى الله للأقلام مذ بريت ... أن السيوف لها مذ أرهفت خدم
وكل صاحب سيف دائماً أبداً ... ما يزال يتبع ما يجري به القلم (225) وكان أخوه أبو عبد الله الحسن بن علي بن مقلة كاتباً أديباً بارعاً، والصحيح أنه صاحب الخط المليح، ومولده يوم الأربعاء طلوع الفجر، سلخ شهر رمضان سنة ثمان وسبعين ومائتين. وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثمان
نام کتاب : وفيات الأعيان نویسنده : ابن خلكان جلد : 5 صفحه : 117