عبد الله[1] وغزوه من أهل الفرع[2] وما جرى لديكم من الخوض في أمرنا والمراء الغيبة وأن كان قد بلغني أولا كثير من ذلك ولكن بلغني مع ما ذكر تفاصيل ما ظننتها.
فأما ما صدر في حقي من الغيبة والقدح والاعتراض والمسبة نسبتي إلي الهوى والهوى والعصبية فتلك أعراض انتهكت في ذات الله أعدها لديه جل وعلا ليوم فقري وفاقتي وليس الكلام فيها وإنما القصد بيان ما أشكل على الخواص والمنتسبين من طريقتي في هذه الفتنة لعمياء الصماء فأول ذلك مفارقة سعود3 لجماعة المسلمين من خروجه على أخيه[4] وقد صدر منا الرد عليه وتسفيه رأيه ونصيحة ولد[5] عايض وأمثاله من الرؤساء عن متابعة والإصغاء إليه وصرته وذكرناه ما ورد من الآيات القرآنية ولآثار النبوية بتحريم ما فعل والتغليظ على من نصره ولم نزل على ذلك إلي أن حصلت وقعة جودة[6] فثل عرش الولاية وانتثر نظامها وحبس محمد[7] بن فيصل وخرج الإمام عبد الله شاردا وفارقه أقاربه [1] هو الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي. [2] المراد بالفرع قري تقع جنوب الرياض منها الحوطة والحريق ونعام والحلوة والقويع والعطيان والصدر وهناك بعرب المدينة المدينة المنورة موضع من ديار حرس يسمى الفرع وهذا مما اتفق لفظا واختلف صقعا كما يقولون.
3هو سعود بن فيصل. [4] يعني بقوله أخيه عبد الله بن فيصل أخا سعود بن فيصل. [5] ولد عايض هو محمد بن عايض بن مرعي حاكم عسير في ذلك الوقت وقبل آل سعود. [6] جودة ماء يسمى بهذا الاسم يقع شمال الأحساء حصلت فيه مقتلة عظيمة بين سعود بن فيصل وأخيه محمد بن فيصل وفي هذا العهد الزاهر صارت جودة قرية يسكنها العجمان. [7] وكان محمد بن فيصل يقود حملة من المقاتلة بعثها معه أحوه عبد الله بن فيصل لقتال أخيه سعود بن فيصل فحصلت الهزيمة على محمد بن فيصل وأسره أخوه سعود بن فيصل وأرسله إلى سجن القطيف وذلك في عاشر رمضان سنة 187هـ وبعد هذه الوقعة المشؤومة استنصر عبد الله بن فيصل بالدولة العثمانية فأرسل إلى مدحت باشا يطلب العون منه على أخيه سعود فكان عبد الله كما قيل:
والمستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار