وقد عاش رحمه الله بعد وفاة الإمام فيصل حقبة مقدارها إحدى عشرة سنة كانت مملوءة بالحروب والفتن بسبب النزاع الخلاف القائم بين أميرين من أمراء آل سعود هما الإمام عبد الله بن فيصل وأخوه الأمير سعود بن فيصل، وقد وقف الشيخ رحمه الله في هذه الحروب والفتن العمياء التي عصفت بنجد في ذلك الزمن موافق خالدة، تشهد له بالزعامة والإخلاص والنصح لله ولرسوله وعباده المؤمنين وتشهد له أيضا بالوطنية الصادقة والغيرة المتناهية على حرمات الإسلام والمسلمين والوقوف دون استباحة أموالهم وانتهاك أعراضهم في تلك الحروب التي اندلعت نيرانها بين ذينك الأميرين المذكورين ومواقفه هذه تمضمنتها رسائله السياسية التي طبعت مع غالب رسائله بمطابع المنار بمصر ومطبعة أم القرى "1" بمكة ضمن الرسائل النجدية فمن أراد الوقوف عليها فلير أجعها في محلها من الرسائل والمسائل النجدية.
وحسبنا أن نورد منها هذه الرسالة وهي الرسالة الحادية عشرة من رسائله الواقعة في صحيفة 69 من الجزء الثاني من الرسائل والمسائل النجدية التي طبعت بمطابع المنار بمصر وهي تعطينا صورة واضحة عن بعض مواقفه في تلك الحروب والفتن قال رحمه الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد اللطيف بن عبد الرحمن إلي الأخوين المكرمين زيد بن محمد وصالح بن محمد الشثري سلمهما الله تعالى.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فأحمد إليكما الله الذي لا إله إلا هو على نعمه والخط وصل أوصلكما الله إلي ما يرضيه وما ذكرتماه كان معلوما وموجب تحريره ما بلغني عنكما بعد قدوم
1 وطبعت أخيرا على نفقة صاحب الجلالة أمام المسلمين فيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود باسم الدرر السنية والأجوبة النجدية في بيروت بواسطة دار الإفتاء وهي توزع مجانا على أهل العلم والمعرفة والأدب.