الطلاب أخذوا عنه العلم في قطر وأقام في قطر أربعا وعشرين سنة[1] وحج معه سنة 1342هـ وهو مقيم بقطر في أول رمضان واتصل بعمر حمدان المحرسي وقرأ عليه ألفية السيوطي في مصطلح الحديث والنزهة للحافظ ابن حجر وبعض بلوغ المرام حفظا وقرأ عليه وعلى حبيب الله الشنقيطي الأربعين العجلونية وكتب كل واحد منهما إجازة له بها ثم رجع بعد الحج إلي قطر، وبقي في قطر على حالته المذكورة.
ولما كان في صفر أول سنة ألف وثلاثمائة وثمانية وخمسين قدم الأحساء ومكث بها إلي شهر جمادى الآخرة من السنة المذكورة وفي هذه الأثناء قدم الأحساء عبد الله السليمان الحمدان فاتصل به وقابله وأشار عليه عبد الله السليمان بالقدوم علي جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود والبقاء عنده فقبل ذلك وقدم على الملك عبد العزيز في مدينة الرياض فأكرمه الملك عبد العزيز وعينه مدرسا في الحرم المكي الشريف فأقام في مكة وأجتمع عليه كثير من طلاب العلم يقرأون عليه في الفقه والحديث والنحو والفرائض أعرف منهم الشيخ عبد العزيز بن رشيد رئيس هيئة التمييز بنجد والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف الباهلي والشيخ البصيلي والشيخ ناصر بن حمد الراشد الرئيس العام لمدارس البنات والشيخ عبد الله بن زيد بن محمود وقد اخذ عنه العلم قبل ذلك في البحرين وقطر خلق كثير نذكر منهم: عبد الله الأنصاري وعبد الله بن تركي والحاج قاسم درويش ومحمد حسن الجابر وابنه محمد حسن الجابر وأحمد بن يوسف الجابر ومبارك بن نصر وبعد قيامه بواجب التدريس بالمسجد الحرام عينه الملك عبد العزيز زيادة على ذلك رئيسا لثلاث هيئات: هيئة تمييز القضايا وهيئة الأمر بالمعروف وهيئة الوعظ والإرشاد. وقام بهذه الأعمال إلي جانب قيامه بالتدريس في المسجد الحرام بعد صلاة الفجر وبعد [1] تولي في خلال هذه الأربع والعشرين السنة التي قضاها في قطر القضاء والفتيا وتزوج في قطر وانجب أبناءه الثلاثة الشيخ عبد العزيز _ رحمه الله _ وأحمد وعبد الرحمن وأنشأ في قطر أول مدرسة علمية سنة 1336هـ تقريبا واستمرت نحو سبعة عشر عاما.