نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور جلد : 21 صفحه : 164
من الخفرات البيض لم تلق شقوة ... وبالحسب المكنون صاف فخارها
فإن برزت كانت لعينك قرة ... وإن غبت عنها لم يعممك عارها
قالت: أرأيت حين تذكر طيبها، فلو أن زنجية استجمرت بالمندل الرطب لطاب ريحها، ألا قلت كما قال امرؤ القيس: " من الطويل "
خليلي مرا بي على أم جندب ... نقض لبانات الفؤاد المعذب
ألم تر أني كلما جئت طارقاً ... وجدت بها طيباً وإن لم تطيب
قال: الحق والله خير ما قيل، هو والله أنعت مني لصاحبته.
قال محمد بن سلام: كان لكثير بن عبد الرحمن صاحب عزة غلام تاجر يأتي الشام بمتاع يبيعه، وأرسلت عزة امرأة تطلب لها ثياباً، فدفعت إلى غلام كثير وهي لا تعرفه، فابتاعت منه حاجتها، ولم تدفع إليه الثمن، فكان يختلف إليها مقتضياً، فأنشد ذات يوم قول مولاه: " من الطويل "
أرى كل ذي دين يوفي غريمه ... وعزة ممطول معنى غريمها
فقالت له المرأة التي ابتاعت منه الثياب: فهذه والله دار عزة، ولها ابتعت منك الثياب، قال: والله فأنا غلام كثير، فأشهد الله أن الثياب لها، وأني لا آخذ من ثمنها شيئاً. فبلغ ذلك كثيراً فقال: وأنا أشهد الله أنه حر، وأن ما بقي معه من مال فله.
نام کتاب : مختصر تاريخ دمشق نویسنده : ابن منظور جلد : 21 صفحه : 164