responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه نویسنده : الندوي، مسعود    جلد : 1  صفحه : 97
رأس الخيمة:
وزيادة على هذه الحروب حصلت معركة مع الشركة الهندية الشرقية[1]، وكان سكان الخليج من قبيلة جوازم مصدر قلق دائم للحكومة الإنجليزية في الهند؛ إذ كانوا يشنون غارات متواصلة على السفن المارة من قرب الساحل، ويلحقون بها خسائر فادحة، ويغنمون الكثير، وقد بذلت الحكومة الإنجليزية محاولات عظيمة في بداية القرن التاسع عشر، ولكن الآن منذ عدة سنين كان سعود هو المسيطر على هذه المناطق، وكان هؤلاء المغيرون تحت حكومته. فشنت حكومة بومباي في سنة 1809 م (رمضان سنة 1224 هـ) غارة عنيفة على رأس الخيمة، وألحقت ضربة قاضية بأسطولهم وأحرقت المدينة، فما طلعت الشمس في 12 نوفمبر سنة 1809 م إلا وكانت مدينة رأس الخيمة قد تحولت إلى أكوام من رماد، واضطر أهلها إلى أن ينتقلوا من بلدهم.
ولكن هذه الهزيمة لم تؤثر شيئا في قوة أهل نجد، فما زالت أعمالهم العسكرية مستمرة في المدن الداخلية في عمان. ولكن مع ذلك يقول زويمر: "لقد كانت هذه الحملة من قبل البريطانيين أول ضربة شديدة لحقت أهل نجد قبل وصول المصريين، فقد أرسلت فرقة خاصة بعيدة عن مومبائي سنة 1809 م مخصصة للقضاء على مركزهم في رأس الخيمة وسكانها "القراصنة" (Inhabitants Piratic) وأمطرت القنابل على المركز وأحرق حتى صار رمادا" [2].
ولقد فصل برائجس تفصيلا كاملا في ذكر "اعتداءات الوهابيين" ثم في قصة الهجوم على رأس الخيمة وتأديبهم، ونقل عن الكولونيل سميث قولته "[3] كانت هذه أول ضربة على معنويات قوة الوهابي [4].

[1] لقد أسست هذه الشركة في بداية الأمر لأغراض تجارية محضة ولكنها سرعان ما تحولت إلى فرقة مستعمرة إنجليزية، وتمكنت من الاستيلاء على بلاد الهند كلها في سنة 1857 م، وحكمت بلاد الهند إلى سنة 1947 م. (المترجم) .
[2] زويمر arabia the cradle islam.
[3] برائجس: 35 , 44 وبركهارت: 208.
[4] لم أتمكن من معرفة تفاصيل هذه المعركة وأسبابها، ولكن مما لا شك فيه أن الحكومة البريطانية المستعمرة كانت ترى قوة أهل نجد خطرا عظيما على مصالحها وآسيا، فلا بد أنهم كانوا يتحينون الفرص ويدبرون الحيل لشن مثل هذه الغارات. وكل ما ذكره المصنف رحمه الله هنا مأخوذ من مصادر أوروبية، فلا يمكن أن نثق بها كثيرا في هذا الباب. وكل ما يذكر لنا ابن بشر في صدد هذه المعركة كالتالي: "وفيها أقبل مراكب الإنجليز النصارى، مستنجدهم سعيد بن سلطان صاحب مسكة (مسقط) المعروفة في عمان بعد نقض العهد، وقصدوا أهل بلد رأس الخيمة المعروفة في عمان، ورئيسها يومئذ سلطان بن صقر بن راشد أمير القواسم وبندروا فيها وحاربوا أهلها، فلم يحصلوا على طائل فرفعوا على البلد بلورا، وجعلوه في عين الشمس وقابلوا به البلد فاشتعلت النار فيها، وكان أكثر بيوتها صرايف من عسبان النخيل، فدخلوا البلد واستباحوها ونهبوا ما فيها وأشعلوا فيها النيران ودمروها، وهرب سلطان صقر وغالب أهل البلد حتى فرغ العدو منها وانتقل منها. فرجعوا إلى بلادهم فعمروها وأحصنوها" (عنوان المجد: 141- طبعة وزارة المعارف السعودية) . ويظهر من هذا أن الإنجليز إنما أتوا بدعوة من سلطان مسقط، وكانوا يحاولون إعادة تجربتهم التي نجحوا بها في الاستيلاء على الهند، ولكنهم لما جربوا ضراوة الدفاع من أهل البلد عدلوا عن نياتهم واكتفوا برجوعهم من حيث أتوا. والله أعلم (المترجم) .
نام کتاب : محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه نویسنده : الندوي، مسعود    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست