الإمام فخر الدين إلا أنه كثير العيوب فحدثني شرف الدين النصيبي عن شيخه سراج الدين السرميا حي المغربي أنه صنف كتاب الماخذ في مجلدين بين فيهما ما في تفسير الفخر من الزيف والبهرج[1] وكان ينقم عليه كثيرا ويقول يورد شبه المخالفين في المذهب والدين على غاية ما يكون من التحقيق ثم يورد مذهب أهل السنة والحق على غاية من الوهاء قال الطوفي ولعمرى أن هذا دابه في كتبه الكلامية والحكمية حتى اتهمه بعض الناس ولكنه خلاف ظاهر حاله لأنه لو كان اختار قولا أو مذهبا ما كان عنده من يخاف منه حتى يستر عنه ولعل سببه أنه كان يستفرغ اقوإلا في تقرير دليل الخصم فإذا انتهى إلى تقرير دليل نفسه لا يبقى عنده شيء من القوى ولا شك أن القوى النفسانية تابعه للقوى البدنية وقد صرح في مقدمة نهاية العقول[2] أنه مقرر مذهب خصمه تقرير الوارد خصمه أن تقريره لم يقدر على الزيادة على ذلك وذكر بن خليل السكوني في كتابه الرد على الكشاف أن ابن الخطيب قال في كتبه في الأصول أن مذهب الجبر هو المذهب الصحيح وقال بصحة إلاعراض ويبقى صفات الله الحقيقة وزعم أنها مجرد نسب واضافات كقول الفلاسفة وسلك طريق أرسطو في دليل التمانع ونقل عن تلميذه التاج الإرموي أنه بصر كلامه فهجره أهل مصر وهموا به فاستتر ونقلوا عنه أنه قال عندي كذا وكذا مائة شبهة على القول بحدوث العالم [ومنها] ما قاله شيخه بن الخطيب في آخر الأربعين[3] والمتكلم يستدل على القدم بوجوب تأخر الفعل ولزوم اوليته والفيلسوف يستدل على قدمه باستحالة تعطل الفاعل عن أفعاله وقال في [شرح الأسماء الحسنى] أن من آخر عقاب الجانى مع علمه بأنه سيعاقبه [1] الهرج الباطل 12 قاموس. [2] في الكلام في رواية الأصول. [3] في أصول الدين- كشف.