دمشق طلبنا العسكر فبينا نحن سائرون وكان يوما شديد الحر فلحق أبي عطش شديد فقلت لأبي اجلس حتى آتيك بماء فبينا أنا أدور ورأيت عينا تشبه الركية فلم أملك نفسي أن خلعت ما كان علي وطرحت نفسي فيها فتغسلت منها وشربت من مائها وجئت إلى أبي فوجدته قد قضى فواريته وانصرفت فدخلت العسكر ليلا فلما كان من الغد جئت فوقفت على باب خيمة علي فخرج فقدمت له بغلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهم أن يركب فأسرعت لأقبل ركابه فنفحني بركابه فشجني هذه الشجة وكشف عن رأسه فرأينا الشجة فنزل فصاح ادن مني فأنت الأشج فدنوت منه فأمر يده علي ثم قال حدثني بحديثك فحدثته بما كان مني ومن أبي فقال يا بني تلك عين الحفاة اللهم عمره ثلاثا ثم قال أنت المعمر أبو الدنيا ثم ذكر الأحاديث قال ثم حججت سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة فلقيته قدم في حجاج المغاربة فحدثنا ثم قال حججت سنة اثنتين وخمسين فوصل فحدثنا أيضا.
وروى ابن عساكر أيضا عن الزاهر بن طاهر عن سعيد بن محمد عن علي بن خاقان القرشي قال لقيت على بن عثمان الخطابي المغربي وسأله بعض الناس كم بعد الشيخ قال ثلاث مائة إلا خمس سنين قال من يذكر من الصحابة قال كلهم خلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفاطمة وقال القاضي أبو بكر بن العربي أخبرنا أبو سعد أحمد بن علي الرهاوي حدثنا أبو بكر عبد الرحيم بن أحمد بن نصر ثنا محمد بن إدريس الجرجاني سمعت المعمر يقول أنا بن ثلاث مائة وخمس سنين وسمعت من علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقال أبو القاسم يحيى بن علي الطحان في ذيل تاريخ مصر قدم من المغرب إلى مصر سنة عشر وثلاث مائة علي بن عثمان بن خطاب أبو الدنيا وذكر أنه رأى