في تاريخي الكبير انتهى هو أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة أبو العلاء المعري اللغوي الشاعر المشهور كان عجبا من الذكاء المفرط والاطلاع على اللغة ولد سنة ثلاث وستين وثلاث مائة وجدر في السنة الثالثة من عمره فعمى منه فكان يقول لا أعرف من الألوان إلا الأحمر وأخذ العربية من أصحاب بن خالويه وعلى والده ومحمد بن عبد الله بن سعد النحوي وكان قانعا باليسير كان له وقف يحصل منه في العام نحو ثلاثين دينارا قرر منها لمن يخدمه النصف وكان غذاؤه العدس وحلاوته التين ولباسه القطن وفراشه لبادا وكان لا يحمد أحدا ولو تكسب بالمدح والشعر لنال دنيا ورياسة وسافر إلى بغداد سنة تسع وتسعين وثلاث مائة فسمعوا منه ديوانه المسمى بسقط الزند وعاد إلى المعرة سنة أربع مائة فلزم منزله وسمى نفسه هن المحبسين يعني منزله وبصره وقصد من النواحي ويقال أنه كان يحفظ ما يمر بسمعه وسمع من يحيى بن مسعر التنوخي صاحب أبي عروبة جزأ من أبي الفتح محمد بن الحسين صاحب خيثمة وصار على تصانيفه ومكث بصنعاء سنة لا يأكل اللحم ويروى أن صالح بن مرداس قصد المعرة وحاصرها فعصى أهلها عليه ثم فتحها فخرج إليه أبو العلاء ومدحه بأبيات فوهبها له وكان لا يأكل إلا في مغارة وحده منفردا وكان يعتذر إلى من يرحل إليه من الطلبة بأنه كان ليس له سعة وأهل اليسار بالمعرة يعرفون بالبخل وقال غرس النعمة بن الصابي حدثني الوزير أبو نصر بن جهير ثنا أبو نصر المنادى الشاعر قال اجتمعت بأبي العلاء المعري فقلت له ما هذا الذي يروى عنك ويحكى قال حسدوني وكذبوا علي فقلت على ماذا حسدوك وقد تركت لهم الدنيا والآخرة فقال الآخرة أيضا وتألم قال السلفي من عجيب رأي أبي العلاء تركه تناول كل