responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ نویسنده : ابن فهد    جلد : 1  صفحه : 179
وفاته شرع يتنقصه بقلة المعرفة وما ذاك إلا من سوء الطبع فالله تعالى يجازي كُلا بفعله، وقد خرج لنفسه أربعين متباينة موافقات لكنه تساهل فيها بالإجازة وقد ذهبت فيما عدم، وله النثر الفائق والنظم الرائق يغوص فيه على المعاني الدقيقة، واتفق له أنه لما توجه من اليمن إلى الحج في سنة ثلاث وعشرين ضاق عليه الوقت فخرج من أبعد مرسى في السفينة[1] هو وجماعة واكترى جملا مع شخص فلما تراءت لهم جبال عرفة أخذ الجمال جمله وذهب فتوجه هو وصاحب له يقال له: ابن ميمون نحو عرفة لإدراك الوقوف فكان -رحمه الله- يقسم أنه حصل بأرض عرفة في ليلة النحر مدركا للوقفة وعجز عن المشي فتركه ابن ميمون وجاءنا إلى منى في يوم النحر فأخبرني بخبره فتجردت في أطمار وأخذت معي أخاه لأمه عبد الهادي ومعنا دليل وتوجهنا في طلبه فوجدناه في ناحية السقيا[2] قريبا من المزدلفة وهو يزحف على استه وقد تلف من الجوع والعطش وكان معنا شيء من الزاد والماء فأعطيناه إياه فاستعمل منه قليلا وردت إليه روحه فحملناه على دابة وأتينا به منى فأقام بها أيام التشريق فلما انقضت نزل إلى مكة وأقام بها متوجها فلما كان صبح يوم الجمعة الثامن والعشرين من ذي الحجة قضى نحبه رحمه الله تعالى فصلى عليه من يومه عند باب الكعبة خطيب المسجد الحرام كمال الدين أبو الفضل النويري بعد فراغه من الصلاة ودفن بالمعلاة على والده وكان له مشهد عظيم رحمة الله تعالى عليه وتألم لموته جمع من الأخيار وتأسفوا لفقده فنسأل الله تعالى خير هذه المصيبة.
وقد رثاه صاحبنا الأديب الإمام قطب الدين أبو الخير محمد بن عبد القوي البجائي المكي بقصيدة سمعناها منه أنشدت بحضرته بالمعلاة في اليوم الثالث من وفاته في ملأ من المسلمين ثم قرأتها عليه بعد ذلك وهي هذه:
من للمحابر والأقلام والكتب ... بعد ابن موسى ومن للعلم والأدب
من للرواية أو من للدراية أو ... من للقراءة من للجد في الطلب
من لليراعة أو من للبراعة أو ... من للوراعة من للهدى والقرب
من للعقائد أو من للقواعد أو ... من للفوائد من للجمع والنسب
من للتفاسير من للفقه ينشره ... من للأصول وللتدريس والنخب
من للأسانيد يرويها مصححة ... من للصناعة يعريها عن الكذب

[1] ولفظ السخاوي ... فبرز من بعض المراسي القريبة من جدة في عاقبة الريح في يوم حار وركب وسط النهار فرسا عربيا وركضه كثيرا ليدرك الحج وكان بدنه ضعيفا فازداد ضعفا ... إلخ.
[2] بالضم المسيل الذي يفرغ في عرفة ومسجد إبراهيم.
نام کتاب : لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ نویسنده : ابن فهد    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست